النجاحات في مكافحة كورونا أججت النزعة القومية في الصين

النجاحات في مكافحة كورونا أججت النزعة القومية في الصين

تحت العنوان أعلاه، كتب فلاديمير سكوسيريف، في “نيزافيسيمايا غازيتا”، حول مخاطر تنامي النزعة القومية الصينية بالتوازي مع الترويج لتفوق النظام السياسي الشمولي.

وجاء في المقال: صدم ماراثون قوانغتشو الدولي المتابعين في الغرب. فقد تذكروا وهم يشاهدون آلاف الرياضيين من دون أقنعة، أن المعلقين توقعوا قبل عام تقريبا، “تشيرنوبيل” في الصين بسبب الوباء. اليوم، مثل هذا الخطر يحوم فوق الولايات المتحدة.

وكما لاحظت “واشنطن بوست”، فإنهم في الغرب لا يميلون إلى مناقشة نجاحات بكين. فهناك، في الواقع، مخاوف متزايدة من أن تصبح الصين قوة مهيمنة خطيرة في السياسة العالمية. فلقد قلصت سلطاتها من الحريات المدنية في هونغ كونغ، وفرضت سيطرة صارمة على الأقليات العرقية في شينجيانغ، وزادت من الضغط العسكري على تايوان. ودخلت في اشتباكات على الحدود مع الهند.

لكن محليا، يروج الحزب الشيوعي لرواية مفادها أن الوباء أظهر تفوق النموذج الشمولي للحكم.

إنما، في الوقت الذي يُنشر فيه التفاؤل والمشاعر الوطنية بين الناس العاديين، تدرك القيادة الصينية صعوبة، إن لم يكن استحالة، ضمان تنمية سلسة للبلاد في السنوات القادمة. والسبب في ذلك، المواجهة مع الولايات المتحدة سواء في المجال الاستراتيجي أم في التجارة، وكذلك الركود في الاقتصاد العالمي. وليس من قبيل المصادفة أن المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني عقد، لأول مرة منذ العام 2014، مناقشة حول مشكلة ضمان الأمن الداخلي بمشاركة عالم اجتماع بارز. ووفقا لصحيفةSouth China Morning Post ، فإن التهديد الرئيس يتأتى من أن الولايات المتحدة قد تثير أعمال شغب واحتجاجات الساخطين. لذلك، تقرر أن تتولى أجهزة الحزب التعامل مع المشكلة الأمنية. وسيتعين على أجهزة الأمن تبادل المعلومات الاستخباراتية معها.

وفي الصدد، أشار مدير معهد الشرق الأقصى التابع لأكاديمية العلوم الروسية، أليكسي ماسلوف، إلى أن “القيادة الصينية، تدرك أن تأجيج المشاعر القومية في البلاد يمكن أن يقلب الغرب أكثر ضد الصين. وهذا لن يساهم، بأي شكل من الأشكال، في تحقيق تقدم اقتصادي ناجح. لذلك، فإن التركيز في الدعاية لا يتم على مقاومة التأثير الخارجي، إنما على العودة إلى القيم التقليدية للثقافة الوطنية”.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب