أصل الحكاية في الاتفاق النووي .!


يونس خلف
أمين السر العام لاتحاد الصحفيين السوريين
مع تأجيل الجولة السابعة من محادثات فيينا  لإتاحة الفرصة للوفود الغربية من أجل التشاور مع عواصمها بشأن المقترحات الإيرانية ، وبعد إعلان وزارة الخارجية الروسية أنه من المتوقع استئناف مفاوضات فيينا حول الاتفاق النووي الأسبوع المقبل لإتاحة الفرصة لوفود الدول المشاركة للتشاور في عواصمها ، يمكن قراءة المؤشرات الاولية بأن الامور تسير في الاتجاه الذي تريده وتشتهيه ايران ، وأن السمة العامة للمحادثات هي الجدية وعدم التراجع عن الموقف الثابت للمفاوض الايراني .
ايران مستمرة في تثبيت رفع العقوبات كأولوية أساسية ، وهي بذلك على قاعدة ليس لديها ما تخسره ، من هنا يلاحظ كل متتبع لما يحدث أن ايران تجد نفسها في موقع القوة لفرض شروطها و عدم القبول بأي اتفاق ما لم يتم رفع  العقوبات المفروضة عليها .
بالمقابل إسرائيل تعمل على إفشال مفاوضات فيينا لأنها لا تريد لإيران ان تعود للحياة في المجتمع الدولي ، لكن ثمة ما يؤكد استحالة ما تروج له الولايات المتحدة الأميركية بأنها قادرة على لوي ذراع ايران لأن الجميع يدرك ويعلم علم اليقين ان أي عدوان أميركي أو إسرائيلي على إيران سيكون  مفتاحاً لنهاية  الوجود الأميركي في المنطقة ونهاية وجود الكيان الصهيوني ، والكل يعرف إن إسرائيل لا تملك قدرة عسكريّة لتوجيه ضربة عسكرية للبرنامج النووي الإيراني وأنه  في حال تنفيذ الهجوم فإن عواقبه ستكون وخيمةعلى كيان الاحتلال .
صحيح إن إسرائيل تضغط باتجاه ضرب إيران لكن أميركا نفسها تدرك النتائج الكارثية التي من الممكن حصولها في حال شنت حرب على إيران سواء منها أو من إسرائيل وخاصة على مصالحها و قواعدها في المنطقة. مع الأخذ بالاعتبار أن إسرائيل تتحدث علناً عن أن المظلة النووية الأمريكية حماية لها، وتتحدث علناً عن تدمير قدرات إيران النووية وتغيير نظامها السياسي، وأن المنطقة لن ترى الاستقرار والهدوء إلا بزوال الخطر الإيراني وصولاً إلى منع ايران من التحول إلى دولة قوية لاسيما أن كل المعطيات تؤكد ان القوة الصاروخية والدفاعية والطائرات المسيرة الإيرانية أصبحت تدخل الرعب في قلوب الأعداء . لكن يبقى أصل الحكاية في أي عدوان أميركي أو إسرائيلي على إيران بداية النهاية للنفوذ الأميركي في المنطقة ونهاية إسرائيل .