لقد رسموا حدودا لـ”نبع السلام”

تحت العنوان أعلاه، كتب غينادي بيتروف، في “نيزافيسيمايا غازيتا”، حول وقوف أوروبا ضد العملية التركية في سوريا، وتقارب موقفي موسكو وأنقرة.

وجاء في المقال: في ردة فعل على غزو القوات التركية أراضي سوريا، علقت ألمانيا وفرنسا إمدادات الأسلحة إلى تركيا. ومن المتوقع أن يقوم وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بإعلان موقف منسق من عمليات أنقرة.

فيما أعلنت روسيا وقوفها ضد الوجود غير الشرعي للقوات الأجنبية في سوريا. ومع ذلك، فإن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لا ينوي إيقاف عملية “نبع السلام”. إنما، على العكس من ذلك، كثف جيشه الهجوم على مواقع “قوات سوريا الديمقراطية”.

لكن كبيرة باحثي مركز الأمن الأوروأطلسي، بمعهد موسكو  الحكومي للعلاقات الدولية”، يوليا كودرياشوفا، ترى أن أردوغان سوف يتوقف عن تحقيق أهداف أكثر عمقا، مثل القضاء على قوات سوريا الديمقراطية أو احتلال جميع المناطق الكردية في سوريا. فقالت: “عدد الأكراد في البلاد كبير. وللقضاء على قوات سوريا الديمقراطية، يجب القضاء عليهم. وهذا، بالطبع، أمر مستحيل. لا يمكن للولايات المتحدة ولا روسيا ولا إيران أن تسمح لتركيا بتجاوز إطار معين. وأردوغان يفهم ذلك جيدا”.

أمّا مدير مركز دراسات تركيا الحديثة، آمور حاجييف، فيرى أن ردة الفعل الدولية على “نبع السلام” لم تكن مفاجأة للزعيم التركي. فالاتحاد الأوروبي، لا يكف عن انتقاد أردوغان. والأخير يدرك أنهم لا يريدون أزمة هجرة جديدة في أوروبا، وبالتالي لن يضغطوا أكثر من اللازم. كما أن موقف روسيا ليس جديدًا بالنسبة لتركيا”.

ويؤكد الخبراء أن مواقف روسيا وتركيا متقاربة إلى حد كبير، على الرغم من الاختلاف في النهج. فكلا البلدين يدعم وحدة أراضي سوريا. ووفقا لكودراشوفا، “تركيا، لن تفصل المناطق الكردية. وبالنسبة إلى أنقرة، فإن إنشاء حكم ذاتي أو كيان ما كردي في المناطق السورية، حتى لو كان مواليا للسلطات التركية، أمر غير مقبول”.

ووفقا للخبراء، سيتم في المستقبل، نقل المنطقة العازلة إلى سيطرة الحكومة السورية الجديدة، التي سوف تتشكل من خلال المفاوضات في إطار عملية “أستانا”. صحيح أن المفاوضات ستكون صعبة إذا توغلت تركيا أعمق داخل الأراضي السورية أو خرقت الإطار المحدد بطريقة أو بأخرى، لكن ذلك مستبعد.

غينادي بيتروف – “نيزافيسيمايا غازيتا”،