موجات حر قياسية وحرائق تجتاح العالم مجسدةً معالم الاحتباس الحراري

بعد جدل وتحذيرات الخبراء والعلماء تشهد معظم مناطق العالم تجليات ظاهرة الاحتباس الحراري والتغير المناخي، مع سيطرة درجات الحرارة المرتفعة على أجواء أغلب الدول في أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية، وتسببها بحدوث حرائق غابات، ما اضطر سلطاتها إلى اتخاذ تدابير طارئة وعاجلة والقيام بعمليات إجلاء واسعة لمواطنيها.

ففي الولايات المتحدة توقّعت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية أن تبلغ موجة الحر واسعة النطاق وشديدة الوطأة ذروتها في الولايات الجنوبية والغربية، وشملت التحذيرات من الحر الشديد أو ارتفاع درجات الحرارة أمس نحو ثمانين مليون شخص.

وسجّلت منطقة وادي الموت بولاية كاليفورنيا، وهي واحدة من أكثر المناطق سخونةً في العالم، درجة حرارة شبه قياسية وصلت إلى 52 درجةً مئويةً بعد ظهر أمس.

بينما كافحت فرق الإطفاء في الولاية لإخماد عدة حرائق غابات بما فيها حريق في مقاطعة ريفرسايد، اجتاح أكثر من ثلاثة آلاف هكتار، وأدى إلى إجلاء أعداد كبيرة من السكان.

وفي الصين، أعلنت هيئة الأرصاد الجوية في بيان أن الحرارة سجلت أمس مستوىً قياسياً لمنتصف الشهر الجاري بلغ 52.2 درجةً مئويةً في قرية سانباو في منطقة شينجيانغ في الغرب.

كما حذرت السلطات في اليابان عشرات الملايين من سكانها من التعرض لضربة شمس في 37 مقاطعة من مقاطعات البلاد الـ 47، بعدما سجّلت درجات حرارة شبه قياسية في أجزاء كبيرة منها.

في حين تلقّى 60 شخصاً على الأقلّ علاجاً من ضربة الشمس، منهم 51 نقلوا إلى مستشفيات في طوكيو، حسبما أفادت وسائل إعلام محلية.

كما توقّعت الأرصاد الجوية اليابانية تجاوز درجة الحرارة القياسية البالغة 41 درجةً مئويةً، والتي سجّلت في مدينة كوماغايا في العام 2018.

بدورها وكالة الفضاء الأوروبية أعلنت اليوم أن أوروبا قد تسجّل هذا الأسبوع أعلى درجة حرارة على الإطلاق، تحديداً في جزيرتَي صقلية وسردينيا الإيطاليتَين، متوقّعةً أن تصل الحرارة فيهما إلى 48 درجةً مئويةً.

وفي قبرص، أعلن مسؤولون أن رجلاً يبلغ تسعين عاماً توفي نتيجة ضربة شمس، ونقل ثلاثة مسنّين آخرين إلى المستشفى، وسط توقّعات بأن تبقى درجات الحرارة فوق 40 درجةً مئويةً حتى الخميس القادم.

ويزداد الاحتباس الحراري في أوروبا بنسبة تبلغ ضعف المعدل العالمي، وفقاً لخبراء، حيث نبّهت السلطات الإيطاليين إلى ضرورة الاستعداد “لأشدّ موجة حرّ في الصيف، وأيضاً لواحدة من أشدّ موجات الحرّ على الإطلاق”.

وأصدرت إيطاليا إشعار تنبيه أحمر يضع 16 مدينةً في حالة تأهب بما فيها روما وبولونيا وفلورنسا، ومن المتوقّع أن تسجّل روما حرارةً تراوح بين (42 و43) درجةً مئويةً غداً، لتحطّم درجة الحرارة القياسية التي سجّلت في آب 2007 وبلغت 40.5 درجةً مئويةً.

وفي اليونان، تواصل إغلاق معلم أكروبوليس في أثينا لليوم الثالث على التوالي خلال ساعات ذروة الحرارة، بينما اندلع حريق غابات جراء الرياح القوية اليوم في كوفاراس على بعد خمسين كم شرق أثينا، وفق ما أفاد جهاز الإطفاء اليوناني، بينما أمرت السلطات بإخلاء العديد من المنتجعات في تدبير وقائي.

وفي رومانيا، يتوقّع أن تلامس الحرارة 39 درجةً مئويةً في معظم أنحاء البلاد.

الأرصاد الجوية الوطنية في إسبانيا بدورها أعلنت أن البلد سيسجّل “درجات حرارة عاليةً بمستويات غير طبيعية” بالنسبة لهذا الموسم، مشيرةً إلى أنها قد تتجاوز 44 درجةً مئويةً في مدينة قرطبة في الأندلس في الجنوب.

ويشدّد العديد من العلماء على أن الاحترار العالمي المرتبط بالاعتماد على الوقود الأحفوري، هو السبب في موجات الحرّ الشديد.