زلزال المشاعر السورية المخلصة

زلزال حرّك الأرض من تحت السوريين سجلت شدته وجعا وحزنا وخوفا في القلوب وتركتهم موجوعين مكلومين منكوبين بمشهد كارثي وتداعيات كبيرة إنسانيا واقتصاديا لازالوا غير قادرين على  تصديق ماجرى فحكايات الناجين مرعبة وصور الركام مخيفة فعلى مايبدو لم تكتف سنوات الحرب بما اصابهم من ألم ووجع  لتأتي قوة الأرض وتخون هذا الشعب العظيم وتدمر وتهلك ماتبقى لهم من مشاعر وروح بفاجعة ألمّت بمحافظات سورية غالية على قلوب السوريين لتغدو نبضات قلوبهم تنبض على مقياس اللهفة الواحدة لاغاثة المتألمين المتضررين من الزلزال معلنين الهبّة السورية لنجدة اخوتهم في المناطق التي حولتها الكارثة إلى منكوبة ليجدوا أنفسهم من جديد في مواجهة وهذه المرة مواجهة كارثة هزت أركان الروح لكنهم وكما في كل مواجهة يولدون من رحم الكارثة فالكل أصبح واحدا والواحد أصبح الكل والجسد كله بات محموما من وجع بعض أعضائه فتشابهت الوجوه فالحزن وحده ليس في الوجع والاسى بل في مواجهة الكارثة و كخلية عمل واحدة بدؤوا معلنين سوريا بيت واحد فوجع كل بيت في تلك المناطق المنكوبة دخل إلى كل بيت سوري في المحافظات الأخرى الذي انطلقت منها التبرعات المبادرات والفعاليات الوطنية التي كانت براقة بمضامينها التي ساعدت الجريح وساندت الفاقد وربتت على الخائف وأمنت المأوى لمن فقد السكن وإيصال الطعام والشراب لمن دخل مركز الإيواء في سباق إنساني وتفاعل منقطع النظير يبلسم الجرح ويخفف المصاب هو الوجع السوري الكبير على بلاد مكلومة والتي جراحها لمّا تشفى بعد لكنها وكما في كل محنة بتعاضد أبنائها وجهود الخير المتكاتفة بين الجهات الحكومية والمجتمع الاهلي ستداوي الجراح إذ ان عشرة آلاف من الحضارة لا يمكن أن تتضاءل أمام المحن و الكوارث وستنهض مثل طائر الفينيق ترفع رأسها بابنائها ويرفعون رأسهم بها لسان حالهم يقول كلما زادت المحنة زاد أملنا بالفرج.
إعداد مجد حيدر