اعداد: مجد حيدر
نجم آخر يهوي من سماء حياتنا، ورقة أخرى أعياها الاصفرار ومقاومة الريح فسقطت عن غصنها الذي تعلقت به اثني عشر شهرا،عصفور آخر يطير من عشه وقد بلغ عمره سنة، لكن ما يكاد ينطفئ قنديل إلا ويشتعل آخر وماتكاد تسقط ورقة إلا وتتبرعم على الغصن ورقة جديدة وفي العش تفقس بيضة أخرى حيث تولد الحياة من حيث تموت ويبدأ الزمن من حيث ينتهي ان في ذلك لدرساً لأبناء الحياة تعلمهم أن يولدوا مع بداية كل عام وتنتعش الآمال من حيث يعتريها الوهن والكلل نسمع وقع أقدام الزمن وراء جدار بيوتنا يقترب ويقترب، صوت الخطى يقرع الباب بكلتا يديه ننتبه ونرتعد للحظة ولكننا في منتصف الليل نفتح له الباب وصوته مازال يرنُّ في اذاننا يقول :
هيا ابدؤوا من جديد أيها الخائفون مني أنا الزمن فما أنا إلا إعلان عن بداية حياة تتجدد باستمرارمحطات مهمة نترجل فيها من قطارات السفر السريعة في الزمن لنرتاح ربما من لهاث وضوضاء تعب وهموم كثيرة أو لنتنحى بأنفسنا جانبا متأملين في ذاكرة مزدحمة بالصور والعبر والأحداث والبشر لنقرأ ونعيد النظر بقناعات امتلكناها وقرارات اتخذناها لنأمل ونحلم ونتمنى، ثمة مساحة فاصلة ضيقة لكنها تتسع لنا جميعا للوقوف عندها كمحطة مختلفة مميزة عن سواها من محطات حياتنا فهي تحرك فينا المشاعر والأحاسيس المتفاوتة بين فرح وشجن وحنين وفيها احلام نزرعها عند ذلك المفترق لعام حمل معه الكثير منا ويقولون العاقل من اتعظ بأمسه واجتهد بيومه واستعد لغده فلتكن ليلة رأس السنة مناسبة للفرح يشترك فيها كل الناس لتجديد الحب والأمل ولتكن جرعة للحياة المتجددة المتفاءلة بغد مشرق جميل فازرعوا نبتة الأمل وابتسموا للعام الجديد. إعداد مجد حيدر مناسبة للفرح يشترك فيها كل الناس لتجديد الحب والأمل جرعة للحياة المتجددة المتفاءلة بغد مشرق جميل.