فلسطين.. الأمس واليوم

الشرق الأوسط الجديد – صفقة القرن.. واستمرار سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على معظم الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل عام 1967، وضم الكتل الاستيطانية الضخمة في الضفة الغربية إلى دولة إسرائيل المزعومة، وبقاء القدس تحت سيادة المحتل، الذي سيسيطر على حرية العبادة للمسلمين والمسيحيين واليهود، فذلك يعد «مهزلة القرن» باختصار، وهذا بند واحد من بنود الصفقة، التي أسميها بصفعة القرن، وهو كافٍ لنقول لا وألف لا، ونحن نعيش هذه الأيام ذكرى النكبة الكبرى، وهي تستحق اسم النكبة؛ لأنها تجاوزت كل الجرائم البشرية، وأسوأ ما فيها أن تداعياتها ما زالت حاضرة نعيشها ويعيشها الشعب الفلسطيني، وكأن قدر هذه القضية أن تبقى مفتوحة عبر الزمن. اثنتان وسبعون سنة، مضت على لحظة الانكسار الأولى ونشوء دولة الاستيطان الصهيوني، هذا المستعمر الذي ما زال متشبثاً بكذبة أرض الميعاد، ومع الآسف توقف العرب ودخلوا في معاهدات واتفاقيات وتناسوا أنهم يرسمون في مخططاتهم أشياء أبعد من ذلك، نعم إن أطماعهم لا تستثني أحداً في هذا الشرق المنهك الآن، فهم يريدونه من الفرات إلى النيل. لا يمكننا أن ننكر أنه أصبح لهذا الكيان قوة لا يستهان بها وأحلاف قوية مع دول عظمى، ولكن المؤسف، بل ما يشعرنا بالقهر، هو امتداد أيادي المساعدة من أبناء مسلمي ومسيحيي هذا المشرق، لماذا؟! قد نغفر لكم سياسات خاطئة أحياناً، ولكن أن تصل الأمور إلى حد الدفاع عن وجود إسرائيل، والاقتناع بأنها دولة موجودة بالفعل، بل ومسالمة. أي مسالمة وتناسيتم المذابح لـ 15 ألف فلسطيني.. كيان استطاع أن يجعل من بعض العرب والفلسطينيين حتى حراساً له، والبعض الآخر يدعو للمقاومة معه كدولة علمية متقدمة معتقدين أنها ستمنحهم علمها وأسرارها التكنولوجية لقد علت أصوات عربية مؤخراً وعبر وسائل التواصل ووسائل الإعلام تُحمّل الفلسطينيين مسؤولية الواقع المزري الذي تعيشه الأمة العربية، ولكن الحق يُقال: يبدو أننا قد تعودنا أن نصبح مجرد أرقام في أبواب القتلى والضحايا. إلا أنني على يقين بأنه ما زال حجر من طفل أو يافع فلسطيني قادراً على أن يهز حكومة هذه الدولة، فإن الأمل باقِ وبيت المقدس عربي والأقصى لنا وبيت لحم والمهد كلها عربية وإن ينصرنا الله فلا غالب علينا – وسيبقى الفلسطيني القنبلة الموقوتة التي يرتجف منها بنو صهيون.

فخري هاشم السيد رجب

صاحب موقع أصدقاء سورية