(القدود الحلبية ذاكرة وإبداع).. ندوة حوارية ضمن خطة صون عنصر القدود الحلبية للباحث الموسيقي الدكتور محمد قدري دلال

بهدف تنفيذ خطة صون عنصر القدود الحلبية ومنها تنظيم الفعاليات والحوارات الثقافية احتضنت قاعة صلحي الوادي في المعهد العالي للموسيقا ندوة موسيقية بعنوان “القدود الحلبية ذاكرة وإبداع” للباحث الموسيقي الدكتور محمد قدري دلال جاءت بالتعاون بين المعهد العالي والأمانة السورية للتنمية بحضور طلاب المعهد وموسيقيين محترفين ومهتمين.

وبدأت الندوة التي أدارتها الباحثة ريم الابراهيم من برنامج التراث الحي في الأمانة السورية بتعريف طلاب المعهد على القامة الموسيقية القديرة المتمثلة بالدكتور قدري دلال وما قدمه من أبحاث وأعمال تغني المشهد الموسيقي السوري فهو ابن مدينة حلب ولد فيها عام 1946 وخاض غمار الموسيقا في مجالات عدة فهو باحث متعمق وعازف بارع على العود وملحن ومؤلف موسيقي حقق مكانة عالية محلياً وعربياً وعالمياً.

الدكتور قدري دلال خلال الندوة التي اجريت معه عبر منصة السكايب لوجوده حالياً في الولايات المتحدة الأميركية قدم لمحة تاريخية عن نشأة القدود والحامل الثقافي والمجتمعي لها ما مكن أهل حلب والسوريين من حمل هذا العنصر الثقافي السوري كعنصر تراثي أصيل إلى العالم من خلال حبهم له وتمسكهم بموسيقاهم وأصواتهم الاستثنائية في هذا المجال ليسجل على القائمة التمثيلية في منظمة اليونيسكو نهاية عام 2021.

وتناول الدكتور قدري دلال خلال المحاور الحالة العلمية التخصصية للقدود مستعرضاً أمثلة عن أشهر القدود الحلبية وسبب نسبها لمدينة حلب حيث حافظ أهلها عليها رغم أنها قد تكون لمدن سورية أخرى إضافة إلى أشهر مبدعي القدود من ملحنين ومطربين ومن بينهم الراحل الكبير صباح فخري الذي قدم القدود الحلبية بأسلوبه الإبداعي الخاص.

وأوصى الدكتور قدري دلال في ختام الندوة بضرورة الحفاظ على هذا العنصر التراثي السوري من خلال المحافظة على المقامات والإيقاعات الكلاسيكية مع ترك الحرية للتطرق للجمل اللحنية التي يبدعها ممارس هذا العنصر وأدائه بالشكل الأمثل عبر الفرق الموسيقية الاحترافية والتدريب المستمر عليه وانتقاء ما يصلح منه ليسمع في المكان والزمان المناسبين إضافة إلى أهمية التوثيق والتدوين الموسيقي وإقامة الأبحاث المتخصصة بهذا المجال لتطويره بشكل مستمر.

يذكر ان الدكتور محمد قدري دلال ألف عشرات المقطوعات للعود وللفرقة الموسيقية بالأسلوب التراثي “الكلاسيكي” وغنى له الكثير من المطربين السوريين والعرب منهم شادي جميل وعمر سرميني وعبود بشير وعمر صابوني ووثق أكثر من 300 لحن ديني بالتدوين الموسيقي وسجل منها نحو سبعين بإشراف ودعم الأمانة العامة لاحتفالية حلب عاصمة الثقافة الإسلامية.

وحائز عدة جوائز حيث منحته عام 1988 أكاديمية شارل كرو بباريس جائزة أندريه شوفنير عن أسطوانته الأولى “حلب.. سورية” وكرمه مهرجان الأغنية السورية عام 1997 ونقابة الفنانين عام 2000 ومنحته الميدالية الذهبية والفضية عن عمله الإذاعي “حكاية وغنية” الذي لحن فيه 50 لحناً للأطفال حملت الصبغة التراثية وشغل منصب مدير المعهد العربي للموسيقا بحلب التابع لوزارة الثقافة مدة خمس سنوات وعمل مديراً لمعهد صباح فخري الموسيقي وكان مرافقاً للراحل الكبير صبري مدلل في أغلب حفلاته.