تحت العنوان أعلاه، كتب فاسيلي ستوياكين، في “فزغلياد”، حول سعي أردوغان إلى امتلاك أدوات إضافية لممارسة الضغط على روسيا ومساومتها عند اللزوم.
وجاء في المقال: يبدو أن اهتمام كييف بالتواصل مع أنقرة أمر سياسي بالدرجة الأولى. وقد تلقت القيادة الأوكرانية بإيجابية كبيرة تصريح أردوغان بخصوص شبه جزيرة القرم.
لكن هذا ما يبدو في الظاهر. ففي الواقع، زيلينسكي، على الرغم من أنه يحاول نسخ خطاب بوروشينكو في السياسة الخارجية، إلا أنه ليس بوروشينكو. فهو مؤدلَج بدرجة أقل بكثير، والاقتصاد يشغله أكثر. بالطبع، يحاول زيلينسكي إقناع أردوغان بتقديم استثمارات، لكن الأخير لن يقدّم شيئا، على الأقل الآن.
لا يستطيع أردوغان إعطاء زيلينسكي ما يريد، لكنه يستطيع الحصول على ما يحتاج إليه. فهو يحتاج إلى منصة للضغط على روسيا في قضايا سياسية بحتة. وليس مستغربا أن تكون الاتفاقيات الأساسية الموقعة بين البلدين ذات طبيعة دفاعية وسياسية. ويمكن القول إن أردوغان يدعم الحرب الهجينة التي تشنها أوكرانيا ضد روسيا في دونباس، تماما كما تدعم روسيا النظام السوري الذي لا يُناسب أردوغان.
وتوخيا للإنصاف، ينبغي القول إن المساعدة التركية لن يكون لها تأثير خاص على قدرات أوكرانيا الدفاعية. بل إن تفاقم الصراع بين أوكرانيا وروسيا لا يخدم تركيا. فهذه، على الأرجح إشارة، وهي إشارة موجهة إلى الجمهور الداخلي: مقتل جنودنا في إدلب لن يبقى دون عقاب، فسوف يُقتل بأسلحتنا العديد من المتقاعدين الأوكرانيين. كثيرون يهتفون “المجد لأوكرانيا!”..
الاتجاه الآخر، هو دعم السلطات الأوكرانية والمجلس (مجلس تتار القرم) في قضية “استعادة القرم”. بالطبع، لا أحد ينوي إعادة شبه جزيرة القرم، ولكن أحدا لن يعترف بذلك. أما حقيقة الضغط على روسيا فواضحة.
تتمثل مهمة أردوغان الأكثر أهمية في تشكيل مثل هذه العلاقات الخاصة مع موسكو وكييف من أجل امتلاك إمكانية لعب دور الوسيط بينهما. والمساومة على حصته.
احتمال تطور الأحداث في هذا المنحى، ليس معدوما، فمن قبل، كانت مينسك تتمتع بعلاقات خاصة مع موسكو وكييف، ولكن وضعها يتغير الآن، وليس للأفضل. لذلك، تختمر مسألة نقل المفاوضات من مينسك..
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة