محنة إدلب: ما خطر التصعيد في سوريا على روسيا وتركيا؟

محنة إدلب: ما خطر التصعيد في سوريا على روسيا وتركيا؟
محنة إدلب: ما خطر التصعيد في سوريا على روسيا وتركيا؟

تحت العنوان أعلاه، كتب أندريه أونتيكوف، في “إزفستيا”، حول وصول الوضع بين أنقرة وموسكو في إدلب إلى درجة الخطر. فموسكو لن تقبل ببقاء إدلب معقلا للإرهابيين، وأنقرة مصرّة على حمايتهم.

وجاء في المقال: تجري مقارنة تطور الوضع في إدلب السورية مؤخرا بحادثة إسقاط تركيا الطائرة الروسية في نوفمبر 2015. فالآن، بعد أن تكبدت القوات التركية خسائر بشرية نتيجة إطلاق القوات الحكومية السورية النار عليها، بات تفاعل موسكو وأنقرة في سوريا موضع شك، بل وجميع الاتفاقات التي تم التوصل إليها في وقت سابق لحل النزاع في هذا البلد.

الصراع بين موسكو وأنقرة يُفرح واشنطن. فعلاقات الأخيرة مع الأتراك في الآونة الأخيرة ليست وردية.

ومع أن واشنطن مشغولة الآن بضخ النفط السوري ومحاولة منع إيران من تعزيز نفوذها في المنطقة، إنما يُستبعد أن تبقى على الهامش إذا زادت درجة التوتر بين موسكو وأنقرة. فقد أعلن وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو، في تعليقه على حادثة إدلب، دعمه “لتركيا، حليف (أمريكا) في الناتو و(ردها) المبرر في إطار الدفاع عن النفس”.

لا شك في أن الولايات المتحدة ستحاول إبعاد الأتراك عن موسكو والحفاظ في الوقت نفسه على شراكة مع الأكراد. بمعنى آخر، اللعب على التناقضات المتبادلة بين مختلف البلدان. هذا كله، يلائم مجموعة الوصفات التي يستخدمها الأمريكيون في أجزاء مختلفة من الشرق الأوسط وخارجه.

تكمن المشكلة أيضا في أن تركيا نفسها، كما لاحظ العديد من الخبراء، تعاني من وطأة التعاون الوثيق مع روسيا، فقد اعتادت على المناورة بين موسكو وواشنطن وبروكسل. وربما تفضل أنقرة استعادة التوازن المألوف. لكن، بالطبع، ليس على حسابها الخاص.

حتى الآن، تشير تصريحات المسؤولين الأتراك إلى أنهم لن يكسروا الوضع القائم. ويبقى السؤال إلى متى سيستمر هذا الوضع وما إذا كان الأتراك مستعدين لتقديم تنازلات جدية في الاتصالات مع روسيا. فالأخيرة، لن تتحمل بقاء إدلب معقلا للإرهاب إلى ما لا نهاية.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة