نعم أعترف أنني تغيرت نعم تغيرت,,, بقلم: فريهان طايع

نعم تغيرت عندما اكتشفت أن هذا العالم ليس جميلا مثلما نظنه في القصص و الروايات نعم تغيرت عندما اكتشفت أن البشر ليس مثلما نظنهم حقيقيين بل مزيفين أنا ابتعدت أميالا و أميالا نعم تغيرت لم أعد طفلة محبة لجميع بل أصبحت قاسية نوعا ما لا اكترث لأحد لا يهمني أحد لا أبالي بعدد الأصدقاء لأنني لم أعد أملك قلب طفلة الطفلة التى في داخل قلبي قد ماتت منذ سنوات نعم تغيرت أصبحت متجاهلة للأحداث ،للبشر ،للقصص ،للحظات الجميلة و الحزينة لكل التفاصيل نعم تغيرت لم أعد مصغية للقصص الآخرين ربما أصبحت أنظر لبعيد جدا أفهم كل شئ بدون أي كلام ،أصبحت اقرأ العيون و لا أهتم بالكلمات أصبحت متجاهلة حتى لصديقاتي ،لم أعد أبحث عن ونيس لأن خير ونيس لي قلمي و وحدتي أنا عالم البشر لا يجذبني و لا اكترث به لا يهمني ،لا يستهويني ،لا اضجر من وحدتي ما يستهويني فنجان قهوة و قلم يترجم كل أحاسيسي اكتشفت أن عالم البشر تافه جدا لا توجد فيه تفاصيل جميلة بل كل تفاصيله مملة جدا أعترف أنني أكره الحياة الروتينية و أكره سماع قصص الآخرين لا يهمني قصص تلك و تلك كلها قصص مملة لا تستهويني ما يجذبني عالم الهدوء ،أحلم أن أعيش في جزيرة بمفردي و أن لا يطرق بابي أحد أكثر ما أصبحت أجده هو اللوم و العتاب من صديقاتي أين أنت ؟أين عنوانك؟ أردت أن أكون بدون عنوان أردت أن أكون غامضة و بعيدة عن الأنظار أكره ضوضاء البشر لست متكبرة عن كل من عرفتهم من اصدقائي لكنني صرت أحب وحدتي لم أعد أرغب في العطاء و لا في السؤال أصبحت لا اسأل و لا أجيد حتى الكلام أصبحت في عالمي ،في نظرهم بعيد لكنه قريب جدا مني ،أقرب حتى من حبل الوريد أعترف أن كل لومهم و عتابهم لم يحرك مشاعر العطاء بداخلي من جديد أسأل نفسي لماذا ؟ اشرد مع ذاكرتي إلى سنوات قد مضت قد قدمت فيها الكثير لناس من حب و إخلاص و وفاء من وقت و طاقة و جهد إلى حد أن نسيت نفسي فأهملتها ،إلى حد أن أصبحت غريبة عن نفسي إلى حد أن أصبحت جلاد لها إلى حد أن قتلني إحساسي إلى حد أن أصبحت سجينة نفسي و كاتمة أنفاسي اما اليوم فلا قررت و منذ سنوات قليلة أن أتغير سألتها إذا ما كانت تريدني من جديد فتمسكت بي و لم تتركني بل تماسكت إلى أن أصبحت قوية جدا في سنوات قليلة قد كسرت كل الجدران و أصبحت احلق للافق لم أعد طفلة تبكي لأتفه الأشياء ،ربما لازالت طفلة بداخلي،ربما لازالت طفلة بداخلي لكنني دائما ما أحاول أن أخفي الطفلة التى كانت تظهر هي الآن مختفية لكنها لازالت موجودة فقط داخل أحاسيسي لكنها ميتة أمام الناس لم تعد تظهر أمام أحد قد اختفت وراء الشمس و مثلما يختفي القمر لم أعد أنا مثلما كنت تغيرت نعم تغيرت و سعيدة لأنني تغيرت فالغبار يغير الجو هكذا هو العالم الخارجي يغير ما في أنفسنا لم أعد أرغب أن انزف جراحا يكفي منها و لم أعد أرغب في الشكوى و التذمر و لم أعد أرغب أن أتكلم ربما أصبحت بكماء لم أعد أرغب أن أصغي قد أصبحت صماء ، لم يعد لي عنوان أصبحت مجهولة العنوان لم أعد نهرا فياض أصبحت صحراء قاحلة

كاتبة تونسية