ويلات سطو الألقاب

من هو الفنان في مجاله،ومن هو المبدع في مداه؟…..
إذا ما علمنا أن غاية الفن كانت هي بلوغ حقيقة الفن ذاته ،وحيث أن كل فن لا يصبو إلى حقيقته، إنما هو هراء بهراء.
وكم قبيح بنا اليوم أن نرى كثيرا من الفنون قد دُكت معاقلها، واستُبيحت حرماتها،وصار المهرجون ومخربوا الفن أصحاب ألقاب مدوية وأسماء رنانه،في الوقت الذي لافن ولا من يحزنون!! وكم هو محزن ومحل ومؤلم،أن تقرأ في كثير من المطبوعات عندنا توصيفات والقاب لمن لا يتوفر فيه الحد الأدنى من مواصفات لقبه ومهارات العزف على الوتر الذي يضرب عليه، ورغم ذلك،يعلو فوق اسمه لقب (روائي- قاص- شاعر- مخرج- ممثل- رسام- مطرب- موسبقار- امير النغم وقير الرقص ) وغيرها من الألقاب والتوصيفات التي تعج بها إعلانات الطرق، واليافطات،والشاشات الغشاشات! وعلب الليل واوكار النهار وغيرها من وسائل الاعلان والإعلام.
وكل هؤلاء بالجملة والمفرق نجوم بلا أضواء في سمائنا،يزاحمون نجوم السُدم وكواكب المجرات بما فيها مجرة درب التبانة حتى لم يعد لعطارد والزهرة، وبلوتو والمريخ،مكان في الفضاء الكوني حتى بتنا نحتاج لسموات وسماوات كي تتسعهم ولربما لم تستطع عدادات البنوك أن تحصي عددهم.
فيالفخرنا واعتزازنا بنجومنا واقمارنا وشموسنا وهنيئا لنا جميعا هذا الثراء الثقافي الباهر وللذين يستغلون الفوضى الناجمة عن نوم نواطير الفن عن ثعالبه لتتشوه الثقافه بكثير من التهريج والهراء
ففي الشعر مثلا واقع الحال يقول أن هناك عدد كبير من المجموعات الشعريه التي طبعت سواء أكان نثرا أو مقفى وأصبحت كتابا بين يدي ناظمها لكنه يدوخ ويحتار ويلوب ولا من شارٍ لها، (والله بدك تعذرني الوقت ضيق) هذا أحد أشكال الأعذار. ( لا تسلني أين كنا….أين اصبحنا)
إننا في دويخه أيها الناس٣) شعر صلاح جاهين .
هذه دائره أولى وكم هي كثيرة الدوائر، الكل يريد أن يتجاوز ( محمد الماغوط) وهو فلاح بسييط انجبته سلميه، فالموهبه قدر وليست قرارا يتخذ .
الكل يريد أن يتخطى ( زكريا تامر ) وهو حداد شرس تحت الشمس المحرقة الكل يسع إلى مطاولة ( حنا مينة ) وهو حلاق أنيق في حارات اللاذقية هذا الثالوث الشعري، القصصي، الروائي، تفتقت عبقريته دون أن يدري فكان مستقرها عند الجموع ويشار إليهم بالبنان، ولكن بالمصادفة وليس بالقرار المتخذ.
فأن تنام وانت( بائع نوفوتيه) تستيقظ لتعلن انك ناقد أدبي فهذا جرم
ان تكتب نصا لا يتجاوز مهارة ( العرض حلجي ) فهذا جرم
أن تكتب مذكرات شخصية تقريرية إنشائية مباشرة، وتتدعي انك أنجزت رواية فهذا توهان. و ( يا دارة دوري فينا ) وتتسع الدوائر، واجدني امام طاقة كبرى تتعلق بفن الغناء والطرب والموسيقا والتمثيل والإخراج ولا عجب ولاغرابة إن قلنا: إن هذه الفنون في هذه المرحلة يحكمها اللهاث المجنون وراء المال وهذا الهدف قد شوهها أيما تشويه وافرز منها جماعات وتكتلات وشللية، هي شبيهة بشركات( الكونسروه ) المختصه بالتعليب حيث لا داعي لمختبر يكشف خفاياها وخباياها فاللعب على المكشوف فهذا يحرم ذاك، وذاك يضارب على هذا وهؤلاء ثلة المخرج( الفلاني ) وأولئك عصبة المخرج( العلتاني) والشركات المنتجه تتحكم بمقتضى مصلحتها المادية لاغير. ب
تعودت احترام الرأي الآخر لكن رؤيتي الشخصية أن واقعنا أصبح كارثيا وهو أمر ينسحب على كل شيئ فما قولكم

         سناء زعير