هذا الحوض تقدمة لمعبد الربة عشتار من ايبيت ليم ابن اغريش حيبا ملك من سلالة ايبلا كانت هذه الكلمات أول شاهد ملموس على وجود مملكة ايبلا التي طالما ورد ذكرها في مراجع قديمة مختلفة ولكن لم يستطع احد تحديد مكانها الى ان تم في العام 1968 العثور في تل مرديخ على تمثال نصفي بازلتي مقطوع الرأس وقد نقشت عليه تلك الكلمات . الاكتشاف تم بجهود بعثة تنقيب ايطالية حصلت على ترخيص رسمي عام 1964 للتنقيب في بعض المواقع في ادلب .يعود تاريخ ايبلا الى الفترة ما بين 2300-2400 قبل الميلاد مايعد من اقدم الاستيطانات البشرية التي حدثت في المنطقة .رئيس البعثة عالم الآثار باولو ماتييه قال : أن مملكة إيبلا شكلت أساساً لبناء الحضارة السورية وكان لها ارتباط وثيق مع مراكز الحضارات وخاصة الحضارة الفرعونية.. وشرح ماتييه أهمية الاكتشاف بالعثور على المكتبة الملكية الضخمة والتي تضم اكثر من 17000 لوحا وكذلك العثور على نص اول معاهدة سلام مكتوبة وكانت بين مدينتي ايبلا وابرسال بالاضافة الى العثور على اول قاموس عرفه البشر وايضا عثر على اطول قصيدة شعر هي ( أنشودة النجوم ) على عظمة هذا الاكتشاف فان ايبلا لم تحظى بالاضواء التي تليق ان تسلط عليها فهي قدمت لنا كنزا معرفيا جديدا يمكن بواسطته الولوج في اعماق التاريخ البشري المكتوب , ان الواح المكتبة التابعة للقصر الملكي في ايبلا لاتقدر بثمن وهي قد نجت بفعل الحريق الذي اضرمه الملك الاكادي نارام سين في القصر الملكي فقد تسببت الحرارة العالية في ازدياد صلابة الالواح والرقم الطينية والفخارية . هذا العام , وتكريما لذكرى هذه المملكة الخالدة قام المحامي الاديب عمر أيوب الباحث في قضايا التاريخ القديم للمنطقة باصدار رواية بعنوان : العودة الى ايبلا انطلاقا من دمشق ومعتمدا على اسلوب الخيال العلمي عاد عمر ايوب الى مدينة ايبلا عبر بطلة روايته الباحثة في التاريح ” فرح ” القصة من 170 صفحة من الورق الخفيف الممتع في القراءة، والطباعة بحرف كبير مقروء كما أن الغلاف فاخر، وعليه صورة لوحة عشتار السورية للفنانة السورية – الامريكية رنا لطفي، وهي لوحة ذات قيمة فنية كبيرة وقد بيعت في أميركا، واستعملت كغلاف بعد الحصول على أذن المشتري . ورد في تقديم دار النشر ( دار كنعان ) على غلاف الرواية أنها من النوع الذي ما أن تبدأ بقرائته حتى تستمر بإصرار فيها صفحة وراء اخرى الى ان تنهيها وانت اسف على انتهاء جولة رائعة عبر الزمن فرح باحثة تاريخية مختصة بشؤون إيبلا و تعيش في زمان يلي زمننا الحالي ولكنها بظروف مفصلة بالرواية تجد نفسها تسافر بالزمن عائدة الى تلك المملكة لتسير في شوارعها وتقابل اناسها ومسئوليها و ملكها لتنخرط في عدة احداث خطيرة اودت فيها الى السجن تاركة اصدقائها يخططون سراً وعلناً لانقاذها لقد ظنوها في البداية الربة عشتار بذاتها ولكنها بكل الاحوال كانت خير ممثلة لتلك الربة ذات الهيبة . احداث تحبس الانفاس تدور في الرواية نتعرف خلالها على معالم بارزة من تلك المملكة القديمة وبعض من ابرز انجازاتها وشخصياتها ومخلفاتها ولاسيما رقيمات مكتبة القصر الملكي التي وصلتنا واعتمد عمر على بعض محتوياتها ليوصل لنا تلك الصورة الجميلة الدقيقة المليئة بالتفاصيل عن حقبة مضت وانقضت منذ مايزيد عن ثلاثة الاف سنة عن روايته هذه يقول الكاتب عمر أيوب : يعتبر الكتاب باكورة أعمالي الروائية المطبوعة.تأخذنا عبر سطورها إلى مجاهل التاريخ القديم والمنسي، لنستقر في عام 2500 ق م، داخل مملكة إبلا فخر الممالك القديمة .. المملكة الأكثر تطوراً وازدهاراً، لنعيش عبر سطورها المتسارعة، وضمن أسلوب قصصي رشيق ودقيق، الدهشة تلو الأخرى .. نستمتع بالأحداث التي دارت هناك وبشكل ممتع، نطلع على مكيدة كان يمكن لها أن تغير وجه التاريخ القديم . قصة تقارب الواقع وتعتمد على آخر الدراسات النقدية للتاريخ .. وظفت في سياق الرواية فمنحتها المصداقية التي تمتعت بها.سننتقل سوياً إلى أزقة المدينة ومزارعها.. ندخل القصر الملكي المهيب لنلتقي بالملك ومساعديه، ندور في الأسواق وحوانيتها بكل معروضاتها .. سنلتقي في المحكمة بالقاضية سار إيا أولى القاضيات اللذين ذكرهم التاريخ المكتوب .. سنشاهد كيف كانت تجري المحاكمات، وكيف يعين الشيوخ وحكام المقاطعات ، سندخل، للمكتبة التي عثر فيها على 20.0000 لوح طيني وحوت الكثير من الأسرارالتي تجسدت بكل أمانة في أحداث القصة. سندخل المعابد كما كانت ونستمع لكهنتها .. نتعرف على عباداتهم ولمن كانوا يتضرعون .. سنحتفل بأحد الاحتفالات الطقسية السورية القديمة نرقص معهم ونغني وكأننا جزء من جوقة الأبطال . نعم سنتعرف على أبطال نحبهم .. نتمنى لقاءهم ثانية !
الكاتب: شامل طاووش