(أكثر بكثير) عمل روائي يعيد بسام كوسا إلى ساحة الأدب بعد نحو ربع قرن

بعد 24 عاماً من تجربته الأولى ووسط حضور فني وإعلامي كبير وقع الفنان السوري بسام كوسا روايته “أكثر بكثير” في غاليري جورج كامل بدمشق لتكون العمل الأدبي الثاني له بعد مجموعته القصصية “نص لص” الصادرة عام 1998.وفضل كوسا أن يترك المجال للقارئ في التعرف على الهوية الحقيقية للعمل الصادر عن دار نينوى للطباعة والنشر والتوزيع والذي يقع في 139 صفحة من القطع المتوسط أنجزه خلال عامين ونصف العام واكتفى بالحديث عن مضمون “أكثر بكثير” بأنه تعبير عن وجهات نظر تخص الحياة وبعضاً من هموم البشرية ولا يعتقد أنها ستجسد في عمل درامي أو سينمائي إلا إذا سلط الضوء على جانب معين منها.

وحول الحافز الذي جعله يصدر روايته “أكثر بكثير” يرى بسام كوسا في تصريح للصحفيين أن هناك مشاريع فكرية عند الإنسان لا تستطيع أن تقولها الدراما أو السينما أو المسرح أو القصة القصيرة كما تفعل الرواية التي تستهويه دائماً رغم أن كتابتها عمل شاق ومضن وغير مضمون النتائج حيث يلقى استحسان البعض ورفض الآخرين.ويجد كوسا أن ما قدمه في روايته جاء ضمن إمكانياته في حدود التجريب في حقل كان يحلم الخوض فيه فهو ليس كاتباً محترفاً ورصيده الأدبي مجموعة قصصية صغيرة ولكنه يتمنى أن تلقى الرواية قبولاً عند القراء.وعن اختياره لعبارة “أكثر بكثير” عنواناً لروايته بين كوسا أن العنوان ليس بالضرورة أن يتقاطع مع فحوى العمل ولكنه اختاره لاعتقاده أنه يمس “وإن كان قليلاً” المضمون ورغم عدم وجود رابط بين هذا العمل الأدبي وبين نتاجه الفني لكنه اعتمد في تفاصيل الصورة والمشهد البصري بالرواية على مخزونه التراكمي والمعرفي في المسرح والسينما والتلفزيون.

وحول الأقاويل التي ربطت بين ابتعاده عن الدراما ونشر الرواية أوضح أنه لم ينقطع عن الفن وأن إصدار روايته ليس لملء فراغ غيابه عن الدراما وهو بذات الوقت لم تكن لديه سلسلة نشاطات في الأدب كأداة يصرف حياته عليها مثل مهنته الأساسية التمثيل.أما بالنسبة لفئة القراء التي توجه لها كوسا في روايته فيؤكد أنه كتب العمل لنفسه لأنه يرغب بالكتابة فعلاً ويضع بعين الاعتبار الذائقة الفنية للمتلقي وما لديه من مخزون لأنه الركن الأساسي لأي حالة إبداعية مع إدراكه بان دافع الكثيرين ممن سيقرؤون الكتاب هو الفضول لكونه يعمل منذ سنوات طويلة في الحقل الدرامي.وقد يتفاجأ القارئ المطلع والمواكب للفن الروائي وفقاً لتعبير كوسا بأنه لم يبن روايته بالشكل المتعارف عليه والتقليدي فكسر بعض القواعد في بنائها وحاول أن يخلق بنية أدبية بشكل مختلف ليوصل رسالته التي عمل على تصديرها من خلال الرواية.يذكر أن بسام كوسا فنان ومخرج مسرحي من مواليد مدينة حلب 1954 خريج قسم النحت-كلية الفنون الجميلة جامعة دمشق.. شكل المسرح الجامعي انطلاقته الأساسية حيث جمعه بالراحل فواز الساجر عرض “رسول من قرية تميرة” كما أشرف على تخريج دفعتين من طلبة المعهد العالي للفنون المسرحية عامي 2013 و2016.ونال الفنان بسام كوسا تكريمات عديدة في محافل ومهرجانات عربية وعالمية وله مشاركات مسرحية عدة بين التمثيل والإخراج وفي رصيده أكثر من 10 أفلام سينمائية و100 مسلسل تلفزيوني كما نشر مقالات نقدية سياسية اجتماعية وفنية في صحف ومجلات سورية وعربية.

سانا