خطاب نصرالله .. أكثر من تهديد وأكبر من معركة .!

يونس خلف

في خطابين متتاليين  للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يمكن القول أنهما أكثر من تهديد وأكبر من معركة ..الخطاب الأول للسيد  نصر الله جاء   بعد ساعات من اغتيال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في بيروت ، وكانت مناسبة للتأكيد إن مسلسل الاغتيالات ليس جديدا في استراتيجية العدو الصهيوني وأن كل ما يحصل اليوم في غزة هو وليد عمل بالحد الأدنى لـ20 عاما، لكن رغم كل ما يحدث فإن محور المقاومة يلتقي على مفاهيم ورؤية استراتيجية واضحة، وكل حركة مقاومة تقرر  الموقف  حسب رؤيتها الوطنية وانسجامًا مع الرؤية الاستراتيجية . ولذلك فإن حركات المقاومة قامت بخطوات مهمة باستهداف الكيان الصهيوني والقواعد الأمريكية لكن كانت الخطوة النوعية هو التحدي في البحر الأحمر فهي خطوة شجاعة وعظيمة ومؤثرة إلى أبعد الحدود . و التجلي الأهم لمحور المقاومة والتحدي الأخطر كان في الأشهر القليلة الماضية في موضوع طوفان الأقصى، وفي الصمود الأسطوري في اليمن وسورية وهذه كلها من بركات هذا المحور وهذا النهج وهذه الثقافة.لعل المهم في الأمر  في قراءة خطاب نصرالله هو الاستعداد التام والتحدي الكبير  لتوسيع الحرب في أي وقت وإبقاء كل الاحتمالات مفتوحة لتحول الحرب الراهنة إلى حرب موسعة. وأن  للولايات المتحدة الأمريكية هي في رأس قائمة الذين يشملهم التهديد. وربما من بين ما يعزز هذا الاستعداد التام والتحدي الكبير  أن ردود الفعل  القادمة متوقفة على التطورات الميدانية التي تجري في غزة وعلى مدى استهداف إسرائيل للجنوب اللبناني  .اما الأمر الآخر الذي استوقف كل من تابع الخطاب هو انتقاد نصرالله لبعض الدول العربية وحجم تفاعلها مع الحرب الدائرة في غزة مطالباً بالمزيد من الإجراءات الملموسة مثل قطع العلاقات الدبلوماسية ووقف التبادل التجاري خاصة في مجال الطاقة بالإضافة إلى فتح معبر رفح لإدخال المساعدات وإخراج الجرحى للعلاج دون انتظار إذن أو تنسيق. وأن الدول العربية يجب أن تحرص على انتصار غزة في هذه الحرب لأنه لن يكون انتصاراً لإيران أو لمحورها في المنطقة بل هو انتصار لحماية المصالح القومية لكل من سورية والأردن ومصر وأيضاً لبنان.لذلك كله وبناء على ما تقدم يمكن اعتبار ما قاله السيد حسن نصرالله أكثر من تهديد وأكبر من معركة لأن مفرداته مدروسة وعقلانية . ولأن الرسائل وصلت بدون ساعي بريد .