فاجعة سورية.. هل تكفي الكلمات والدموع .؟

يونس خلف

أي حروف تلك التي يمكن أن تستخدم لرثاء شهداء الوطن .؟ لمواساة أم ثكلى وأب فجع بولد ، لزوجة فقدت ربيع منزلها ولأطفال فقدوا سندهم، لوطن ضاق ذرعاً بإرهاب ووحوش تكالبت عليه .لم تعد تكفي الكلمات والدموع.. لم يكن هناك مكان لليأس في نفوسنا رغم شظايا حقدهم التي تطايرت وانتشرت لتحصد أرواحاً طاهرة أحبت وطنها وأخلصت له. لم يعد الناس الشرفاء بحاجة إلى من يوقظهم وينبههم من المخاطر التي تحيط بسورية ونسيجها ومجتمعها ، وليسوا بحاجة لمن يقنعهم أن ما حصل كان نتيجة تضافر جهود الخارج لمحاسبة سورية وتدميرها وليس من أجل إصلاحها، وفي مثل هذا الحال أصبحت الذهنية الوطنية أكثر حرصاً وقوة للتمسك بثقافة الوطن الواحد و ثقة راسخة بأن النصر في نهاية الأمر هو للشعب والدولة والجيش ، لأن ما حدث منذ بدء الحرب العدوانية الظالمة على سورية أكد وكشف طبيعة الأهداف والاطماع عندما تورط الإرهابيون في خططهم العدوانية يضربون ويحرقون ويدمرون ويقتلون بلا رحمة ويخرقون كل القيم والأخلاق والكرامة البشرية ، يدنّسون حضارات أينعت وازدهرت منذ آلاف السنين .. يدنّسون مدنيّات عظيمة كانت حافلة بالمروءات والعبقريات والمواهب والعطاءات..‏ وبالعودة إلى التاريخ لا يحتاج الأمر إلى كثير من التفكير كي نعرف أن هؤلاء لم يتغيروا . في آذار عام 1911 علّق السفاح سامي باشا الكوكبة الأولى على أعواد المشانق في ساحة المرجة.وفي أيار من عام 1916 أكمل جمال باشا السفاح تعليق الأحرار النهضويين في سورية ولبنان على أعواد المشانق لكي يطفئ جذوة الكفاح الوطني التحرري .واليوم يستهدفون سورية والشعب السوري والسيادة السورية والثروات السورية . المؤامرة دائماً موجودة طالما أن سورية تعمل باستقلالية وطالما أنها تتخذ قراراتها بمنهجية لا تعجب الكثيرين وطالما أن هناك خصوماً أو أعداء فلابد أن تكون المؤامرة من الأشياء الطبيعية المحيطة بنا . لا غرابة في أن يكون صناع مؤامرات الماضي، هم ذاتهم من يقف وراء مؤامرة الزمن الحاضر وبالأساليب والأهداف التي كانت والتي تقوم على التهديد بالعدوان والحصار والعقوبات الاقتصادية والسياسية وسحب السفراء وحتى في تحرك السفير الأميركي في الداخل السوري للاجتماع بجماعات المؤامرة والتحريض على استمرار التظاهر والقتل . مشهد تكرر مرات ونقرؤه في التاريخ كثيرا . الأطراف التي تحتضن اليوم جماعات القتل كانت احتضنتها وغذتها بالسلاح والمال والحماية ودفعت بها لضرب استقرار سورية السياسي والاقتصادي عبر قتل العلماء والأطباء والعسكريين وحرق المنشآت الاقتصادية والخدمية..‏ والأسباب واحدة في الثمانينات كانت معاقبة سورية لأنها رفضت اتفاقيات كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل. واليوم تعاقب سورية لأنها تواجه مشروع الاستسلام العربي الكبير ، ما يبرهن على أن جذور المؤامرة خارجية، وهو استمرار أعمال العنف.‏