بلدي يتعمد بالنور

 

بقلم الدكتور إسماعيل مكارم

  بلدي لا يَتعمّدُ بالماءْ

  بلدي يَتعمّدُ كل عام

  بهذا النور الطالِع ِ من الشرقْ

  بلدي يَحمِلُ صَليبَه

  ويُصلي لأجل الجَميعْ

  لم يَعُدْ يَعتزّ بعَدَد ِ السّياح

  وجَمال ِ الطبيعَةِ

  وبالصّبايا المِلاحْ

  لقد نََسِيَ الفرحَ من زمان

  ها هو يُجَهزُ ضحاياه

  فالتّنينُ آتٍ

  مُطالباً

  بأحسنِ ِ الصّبايا والشّبابْ.

  أنا لن أبكيكَ يا وطني

  إني أراكَ تجْمَعُ موتاكَ

  في كلّ مَوسِم ٍ

  ولكنّك تستجمعُ قواكَ من جَديدْ

   وتشحَذ ُ إرادتكَ

   مُتحدّيا هذا الموت.

    بلدي يَتعمّد ُ بالنورْ

       يَتطهر ُ أكثرَ من مرة

       في العامْ

       مُقدماً على المَذبحِ

      أبناءَهُ قرابينَ،

      مُؤكدا قد سية َ الأرضِ ِ والحُريّه ،

      مُضَحّيا عن البَشرية كلّها .

      إنك مُنتصرٌ يا “سيزيف”

      إنكَ لمُنتصِرٌ بعدَ طول ِ صَبر.

       لا يَستطيع الصّقيع شيئا

       ضِدّ النورْ

       ولا الرّيحُ ضِدّ السّنديانْ ،

       ولا المُعتدي ضِدّ المُقاومْ.

       ها هو يُتابع مَسيرَهُ نحو الشمسْ

        حَقاً ..

        إنهُ يُتابعُ مَسيرَهُ

        نحوَ الشمسْ.

       *************

   ملاحظات حول ما يجري على أرض الوطن – سورية

 الرحمة والخلود لشهداء الكلية الحربية في حمص، والشفاء العاجل للجرحى من أبناء وبنات الوطن – جرحى الإعتداء ، الذي نفذته أيادي قوى الظلام من معسكر أعداء الوطن. هذا إن دل على شيء إنما يدل على أن سورية  لم تنجز بعد مهمة القضاء على قوى الإرهاب، وزلم الفكر التكفيري، الظلامي.. رغم ما قدمه جيشنا من بطولات وتضحيات عظام، وأننا لازلنا في المعركة، ونحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى  التضامن، والوحدة ، والتكاتف ، وتقديم الدعم كل الدعم للجيش العربي السوري البطل، الذي روى بدماء شهدائه الغالية أراضي الجولان ، وكل شبر من أراضي سورية المقدسة لأجل كرامة هذا الوطن، وسيادته على أرضه.

نقول لمحبي المظاهرات والتظاهر هذا هو جيشنا يدفع ضريبة الكرامة كل يوم، وما على المخلصين من أبناء الشعب السوري سوى الوقوف مع دمشق وإلى جانب دمشق، الوقوف خلف القيادة الوطنية الحكيمة في العاصمة الصامدة. ونقول لكل إنسان مارس السياسة، ولكل من وصف نفسه أنه زعيم ، ووراءه أنصار، نقول:

  لا يرفع من شأنك، ولا يشرفك موقف العداء لدمشق أو للجيش العربي السوري.

يخطر على البال عام 1954 عندما قام أديب الشيشكلي   بإنقلابه الثاني ، ووصل إلى الحكم ،إذ واجه معارضة من أبناء الشعب في كافة المناطق  كما في السويداء، فقام الشيشكلي بقصف بعض القرى، وأرسل قوة لإعتقال قائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش. حينها سُئِل قائد الثورة : لماذا لا تواجه  الشيشكلي بالقوة كما واجهت الفرنسيين؟ أجاب بمقولته الشهيرة: “هؤلاء العساكر أولادنا، كيف لنا أن نحاربهم”. واختار  خياره الحكيم – عدم مواجهة القوة التي أرسلها الشيشكلي، وذلك كون محاربة الفرنسيين  – هي بناء على جدار الوطن، وبها يكتب القائد الوطني صفحات بيضاء، أما محاربة دمشق لا تزيد أحدا شرفا مهما رفع من شعارات.

الخلود والرحمة لشهداء الجيش العربي السوري البطل، والشفاء العاجل للجرحى

من أبناء وبنات الوطن. 

         الدكتور إسماعيل مكار- أكاديمي سوري

        السادس من أكتوبر 2023