السودان .. عندما يكون الذهب أغلى من الوطن .!!

يونس خلف

لم تلتفت الأطراف المتصارعة في السودان  إلى الأصوات الداعية إلى تحكيم صوت العقل وحلّ الخلافات بينهما بالحوار  و دخل السودان في حرب دامية بعد ارتفاع منسوب التوتر بين القادة العسكريين مما جعل الجميع في السودان وخارجها يرون  أن الغاية من  الحرب على السلطة في السودان هي تدمير العملية السياسية الرامية إلى نقل السلطة للمدنيين ووضع حدّ نهائي لمعاناة السودانيين المستمرة منذ  نيسان 2019  ومنذ بداية الأزمة انساقت أطراف سودانية عسكرية إلى المراهنة على دعم القوى الخارجية بغية تمكينها من التغلب في الصراع على السلطة من الأطراف الأخرى فغابت المصلحة الوطنية السودانية وحدث ما كان يتخوّف منه غالبية السودانيينليكون الخاسر الوحيد في الحرب هو الشعب السوداني لأنها تبدّد الآمال في تخلّي العسكر عن السلطة وتسليمها للمدنيين الأمر الذي جعل من يشير بوضوح إلى الأسباب الحقيقية الخفية في هذه الحرب بالتوازي مع تدخل قوى خارجية تعمل لتسعير الحرب خدمة لمصالحها  ويقدم المؤشرات التي تدلل على ذلك ومنها  أن قوات حميدتي تسيطر على مناجم الذهب في جبل عامر في دارفور وثلاثة مناجم أخرى في البلاد و وجود عمليات تهريب للذهب من أفريقيا تقدر بمليارات الدولارات سنويًا وأنه  في النصف الأول من عام 2018 أنتج في السودان (63) طنًا من الذهب اشترى بنك السودان الحكومي منها (8) أطنان فقط بأقل من سعر السوق وتم تهريب ما تبقى وإن  عدد شركات التعدين واستخراج الذهب هو (243) شركة منها (11) شركة امتياز إلى جانب الآلاف من الأفراد الباحثين عن الذهب وأن  الناتج السوداني السنوي من الذهب بحسب أرقام الحكومة يتراوح بين (90) و (120) طنًا من الذهب أما حسب أرقام الشركات المنتجة فهو يتراوح بين (230) و (240) طنًا. ولذلك يبدو السؤال مشروعا ،ما مصير اي بلد عندما يكون الذهب أغلى من الوطن والمواطن .؟ !