العازف هاني متري: آلة العود تسكن أرواحنا وتمس أعمق مكامن الإحساس

يشكل تعليم العود بالنسبة للعازف هاني متري متعة كبيرة وتحقيقا للذات، فبالرغم من أنه يعمل في مجال الهندسة الميكانيكية إلا أنه يجد من خلال آلة العود نافذة جميلة لإنجازات يحققها ومنها نجاحات طلابه.

وفي لقاء مع مراسل سانا بين متري أن كل إنسان يمتلك موهبة في مجال ما وهذه الموهبة تحتاج لاكتشاف ورعاية واهتمام منذ الطفولة، فالموهبة كفلز المعدن الثمين يحتاج لعمليات معالجة وتشغيل ليصبح قطعة ثمينة فنية نتزين بها.

وبين أن الفضل في اكتشاف موهبته يعود لوالده الذي وجهه لتلقي دروس الموسيقا منذ طفولته المبكرة، حيث بدأ بتعلم العزف على آلة الأورغ لكن شغفه بآلة العود كان يزداد كلما رأى والده يدندن عليها.

ولفت إلى أن أول عود اقتناه كان للصانع السوري القدير حافظ سليمان وبدأ بتعلم العود، حيث أيقن آنذاك أن هذه الآلة تحتاج لتدريب مركز وجهد وإخلاص في التمرين اليومي ليمضي بعدها مدة عامين ونصف العام في التمرين على آلة العود، وبعدها قرر أن يتجه نحو تدريسها وتعريف الأطفال واليافعين والشباب من أصحاب المواهب على أساليب العزف عليها.

وعن خصوصية آلة العود قال متري: إنها آلة جميلة تسكن أرواحنا وتمس أعمق مكامن الإحساس داخلنا، وتحتاج دائما لتطوير من ناحية الاهتمام بالمواهب وتطوير أساليب العزف ومنهجتها، كما فعل عازفو الغرب مع آلات البيانو والكمان وتحتاج أيضا لتطوير أكثر في مجال صناعتها.

ولفت متري إلى أن آلة العود مازالت تصنع في الورشات الحرفية وصناعتها تعتمد الخبرة التي تتراكم عند الصانعين مع مرور سنين عملهم بهذه الحرفة العريقة، ومع أن العود السوري حقق شهرة واسعة في صناعته ويعتبر إدراجه على قائمة التراث الإنساني اللامادي إنجازاً كبيرا ًنفتخر به، لكنه تمنى أن تدخل صناعته حيز البحث العلمي، وأن تساهم الجامعات في هذا الأمر لفهم الخصائص الصوتية لأنواع الأخشاب وخاصة التي تنمو في سورية.وأكد أهمية العمل على تطوير آلات التصنيع وضبط أبعاد العود المناسبة وفهم الخصائص الصوتية له وفق قواعد فيزياء الصوت وطرق معالجة الأخشاب كيميائيا وأنواع الطلاء المناسبة، لنصل إلى مقاييس معيارية لصناعة هذه الآلة تمكننا من وضع قواعد لتصنيف جودتها.

ونوه متري بأن مدينة حمص تعشق آلة العود، وسبق أن ضمت العديد من العازفين وصانعي العود المميزين، معرباً عن أمله في أن تصبح في سورية دار للعود تستقطب الأطفال الموهوبين في العزف أو في حرفة صناعة العود وأن يعيشوا في هذه الدار لتكون مدرسة تخرج عازفين مبدعين على مستوى العالم وأن تكون مرجعية لهذه الآلة في العزف والصناعة.