موسم قطاف الزيتون في المحافظات السورية
الأنواع متعددة والمذاق سوري

لا تخلو مائدة السوريين منه وحسب المثل الشعبي “الزيتون والزيت عمارة البيت” وعليه ينتظرون موسمه من العام إلى العام لبركته وفائدته، حيث تبدأ رحلة السوريين مع جني محصول الزيتون في بداية شهر تشرين الأول و تستعد الأسر لموسم القطاف هذا قبل أشهر من نضوج ثمار الزيتون وهذا الاستعداد يمر بمحطات متعددة اولها تقليم الأشجار بشكل دوري وهذه المرحلة تسمى” الكساحة” لتأتي بعدها مرحلة الاعتناء بنظافة الأرض ونزع الأعشاب الضارة والاشواك التي تقف حائلا دون التقاط الثمرة وهذه تسمى مرحلة “العساسة” وصولا إلى السقاية التي تخبرك انك تقدم فعلا العناية والرعاية الكاملة لهذه الشجرة وتنبؤك بأنك أمام موسم وفير وأنه حان وقت القطاف بعد النضج وهنا تبدأ الأسر بالتحضير لجنيها فتحضر المعدات الخاصة في عملية القطاف وهي الاقمشة التي تكون بمساحات مختلفة ليتم فرشها تحت شجر الزيتون لمنع خروجها على الأرض وسهولة جمعها بالإضافة لسلالم الخشب التي تستخدم للوصول للاغصان العاليه والعصي التي تكون بنوعين طويلة مرنة لقطف الزيتون الذي لاتطاله الأيدي وقصيرة لقطف الزيتون القريب ناهيك عن العنصر البشري وهو الأهم في عملية القطاف حيث تغفى العيون في وقت مبكر من الليل بعد تحضير كل المعدات والزوادة وهي الطعام الذي تأكله الأسرة في وقت الاستراحة في ساعات القطاف التي ترى فيها الأسرة السورية طقسا سنويا يحمل في طياته الكثير من الأجواء اللطيفة والبسيطة التي ورثوها من اجدادهم وأبائهم والتي تستمر حتى قبل ساعة الغروب وتنقل هذه الثمار فيما بعد إلى المنزل لتبدا مرحلة فرز الزيتون الأخضر عن الأسود لتخليله بالإضافة إلى تنظيف ثمار الزيتون من الأوراق والعيدان التي تؤثر على نكهة الزيت السوري المعروف بنوعيته وجودته التي تقدمها المحافظات بتسميات مختلفة فهناك الزيتون  الصوراني وهذا تشتهر به حلب أما إدلب ففيها العديد من الأنواع منها الخضيري والدعيبلي والقيسي ومن دمشق التفاحي واذا قال لك البائع هذا النوع خوخي فاعلم انه من محافظة طرطوس بالإضافة إلى العيروني من حمص والصفراوي في حماة والماوي في درعا  لتبقى هذه الأنواع وغيرها على امتداد المساحة السورية موردا أساسيا يعتمد عليه السوريون  ولأن موسم الزيتون يعتمد المعاومة حسب الفلاح كان مكتب الزيتون في وزارة الزراعة في دمشق قد قدر اخيرا إنتاج محصول الزيتون لموسم ٢٠٢٢ بنحو ٨٢٠ ألف طن  بزيادة ٢٦٠ الف طن عن الموسم الماضي مايبشر السوريين بموسم خيّر ووفير يساهم في انخفاض سعر صفيحة الزيت التي ارتفعت أسعارها في المواسم السابقة وخلال سنوات الحرب التي تأثرت فيها الزراعة عموما وكان لشجرة الزيتون نصيب في هذا التأثر  فتغير محصولها وانخفض الإنتاج إلا أن الفلاح السوري اليوم متفائل بعودة الإنتاج وحسب ماتبشر به أشجار الزيتون هذا العام والذي نرحوه موسما وفيرا ومبارك.

إعداد مجد حيدر