فانتازيا الحروب العدوانية .!

يونس خلف
إذا كانت الحرب امتداداً للسياسة وإذا كانت السياسة انعكاساً لوقائع الميدان فإن المشهد لجهة إدارة الحرب العدوانية على سورية وفي تفاصيل المشهد أيضاً من تستعين به هذه الإدارة هو هروب من الواقع الميداني بعد الهزائم التي لحقت بها انتصارات الجيش العربي السوري إلى التملص من أي طريق للحل، وهذا الهروب يذكرنا بالمسلسلات التي تعتمد على الفانتازيا التي يلجأ إليها الكتاب وشركات الإنتاج الفني الدرامي هروباً من الواقع إلى التاريخ .
اليوم ثمة من يتجاهل المقدمات والنتائج فكما بدأت الولايات المتحدة الأمريكية في إدارة عدوانها على سورية باستخدام كل الأساليب لتمرير الحرب المفضوحة أخلاقياً وقانونياً وسياسياً وكما سخرت كل إمكاناتها وقدمت كل الإغراءات الممكنة لجذب الإرهابيين من دول العالم وكذلك القيام بحملة إعلامية مضللة، اليوم أيضاً وبعد هزيمة كل من تورط وتجرأ على مواجهة الجيش العربي السوري تتجه إدارة الحرب للهروب من مسلسل الإخفاقات وسط تخبط تبادل للأدوار مع بعض دول الغرب وأدواتهم من الرجعية العربية.‏
الهروب من المأزق اليوم تتولاه أمريكا أولاً بالتنسيق مع الجوقة العميلة حيث يذهب البعض إلى محاولة تفصيل الحلول على قياس أهدافهم وأطماعهم التي فشلوا في تحقيقها عبر الحرب، ولذلك فإن الأحداث المتلاحقة تثبت أن إدارة الحرب الظالمة دخلت في متاهة عميقة ترفض الاعتراف بها وتتجاهل الحقائق ومنها حقيقة الجدول الزمني للخروج من الأزمة وهو ما أكده السيد الرئيس بشار الأسد أكثر من مرة، وكان واضحاً في سياق مقابلة مع تلفزيون (راي) الإيطالي ومجلة (فالور اكتويل) الفرنسية عندما أكد بأن (ذلك الجدول يبدأ بعد إلحاق الهزيمة بالإرهاب وقبل ذلك لن يكون من المجدي تحديد أي جدول زمني لأنه لا يمكن أن تحقق أي شيء سياسي في الوقت الذي يستولي فيه الإرهابيون على العديد من المناطق في سورية وسيكون الإرهابيون كما كانوا أصلاً العقبة الرئيسة في وجه أي تقدم سياسي). إن الذين يذرفون دموع التماسيح على السوريين إن كانوا صادقين عليهم أن يرفعوا العقوبات الاقتصادية الظالمة بحق الشعب السوري وأن يتخلوا عن دعم التنظيمات الإرهابية وما عدا ذلك فهو كذب ونفاق .‏ وبالمحصلة أظهرت الحرب العدوانية على سورية أن الدول الاستعمارية التي كانت وراء هذا العدوان فشلت فشلاً ذريعاً في قياس القدرات التي يمتلكها الجيش العربي السوري وأيضاً أخطأت في قياس الولاء والانتماء لدى المواطن السوري وفي تقدير حجم المقاومة المحتملة أما إعلامياً فالصدمة أعظم حيث أصبح المعتدون يلمسون أنهم المصدوم الأول.، ولذلك ليس المأمول من هؤلاء أكثر من الذي يحصل في الدراما التلفزيونية على طريقة الفانتازيا .