حضارة إبلا وتاريخها العريق كانت عنوان المحاضرة التي أقامها المركز الثقافي الروسي في دمشق للباحث عبد الرزاق الحمصي بحضور نخبة من المهتمين بالآثار.
وفي بداية المحاضرة أوضح نيكولاي سوخوف مدير المركز الثقافي الروسي أن المحاضرة تأتي ضمن سلسلة فعاليات للإضاءة على الحضارة السورية العريقة التي قامت عبر ممالك ودول كبرى.
وبدأ الباحث الحمصي محاضرته بالإشارة إلى أن سورية ليست مهد الحضارة فحسب بل إنها منشأها بمراحلها كلها ففيها ظهرت أول مدينة وأول كتابة وأول أبجدية وأول ملعب رياضي يعود عمره إلى 1600 عام قبل الميلاد واكتشف في عمريت.
وظهرت المدن في سورية وفقاً للحمصي منذ الألف التاسع قبل الميلاد على صورة تجمعات بشرية غير منظمة ولكنها أخذت شكل التجمع المنظم في الألف السادس قبل الميلاد في مدينة بقرص مشيراً إلى أن أهم المدن في العالم تقع ضمن ما أسماه الخط الحضاري من حلب وإيبلا وحماة والمشرفة وحمص ودمشق حيث اتسمت هذه المدن بأنها كانت تحاط بأسوار وبوابات وامتلكت نظاماً سياسياً واقتصادياً واحتوت شوارع وبيوت منظمة.
وأوضح أن درة هذه المدن هي إيبلا ففي عام 1975 تم اكتشاف أرشيف ضخم في مكتبتها يعود عمره لخمسة آلاف سنة يغطي تاريخ العالم القديم بأسره وليس سورية فقط حيث سجلت كبرى المدن العالمية ضمن هذا الأرشيف لافتاً إلى أن المعلومات عن التاريخ الحضاري السوري والعالمي تغيرت جذرياً مع اكتشاف مكتبة إبلا.
وبين الحمصي أهمية هذه المكتبة كونها ضمت 17 ألف رقيم ووثائق اقتصادية وأخرى تخص الزواج والتعليم إضافة إلى لغات أجنبية حيث تم الحصول على 36 نسخة قاموس لافتاً إلى دور المرأة الكبير في إبلا.
يذكر أن عبد الرزاق الحمصي باحث أثري ودليل سياحي وصاحب مشاركات إعلامية وبحثية في مجال الأدب والتاريخ والحضارة السورية.
