“الأمومة عطاء وكلما زادت الأعباء على الأم زاد عطاؤها الذي تقدمه بكل محبة انطلاقاً من قدسية مكانتها” بهذه العبارة تلخص فريال السيد عبيد دورها كأم لخمسة أبناء إلى جانب عملها منذ 50 عاماً بحرفة حياكة الصوف وإنتاج الحقائب والأغطية المصنعة يدوياً.
عملها ضمن المنزل وفر الكثير من التسهيلات لرعاية أبنائها ولا سيما أن أحدهم من ذوي الإعاقة وفق ما أوضحته عبيد في حديثها لمراسل سانا مشيرة إلى أنها نجحت بالتوفيق بين دورها برعاية أطفالها وتدبير أمور منزلها وتخصيص وقت كاف لابنتها التي تعاني من الشلل وتحتاج إلى متابعة العلاج والرعاية الخاصة ضمن المنزل وخارجه.
عبيد التي تقوم إضافة إلى أعمالها المنزلية ودورها كأم في رعايتها لأطفالها بتعليم عدد من أمهات الأشخاص ذوي الإعاقة الحرف اليدوية من نسج وخياطة ليكن معيلات لاسرهن معتبرة أن تعدد مهام وواجبات الأم يعطيها دافعاً أكبر للنجاح ولإثبات مهاراتها ودعم أسرتها اقتصادياً.
وبصورة مماثلة تتعدد المهام التي تقوم بها هلا مصطفى ضمن منزلها وواجبها اتجاه ولديها ذوي الإعاقة السمعية إلى جانب مساعدة زوجها بزراعة الأرض قائلة بروح ممتلئة بالتفاؤل والحب “أنه لم يكن من السهل تعليم ولدي لغة الإشارة لعدم وجود معهد مختص بالقرب من مكان سكني حيث تلقيا تعليمهما في المدرسة مع التلاميذ الاسوياء إلى جانب جهودي الخاصة لتعليمهما بالمنزل اللفظ ومخارج الحروف”.
وأشارت مصطفى إلى أنها مرت بلحظات احباط وضعف لكنها استمدت القوة من كونها أما صاحبة رسالة اتجاه أسرتها ومجتمعها ولها بصمة أساسية بنجاحهم معتبرة تخرج ابنتها سهير من الجامعة نجاحا لها.
ومن الأمومة استمدت آلاء الدرة القوة للنجاة من الإصابة بسرطان الثدي والشفاء منه موضحة أنها تغلبت على المرض عبر متابعة العلاج والإرادة إلا أن وجود ابنها الوحيد كان دافعها الأكبر لحب الحياة ومقاومة المرض لتكمل رسالتها كأم.
ولفتت الدرة ذات الـ 34 عاماً والتي هجرت من منزلها بمدينة دوما بريف دمشق بسبب الإرهاب إلى أنها عانت الكثير من الصعوبات لكن كانت الغلبة لإرادتها كامرأة وأم لتجاوزها مشيرة إلى أنها وبعد شفائها من المرض عادت لمتابعة دراستها الجامعية وتعمل حالياً بالتعليم مضيفة بذلك عطاء آخر “فرسالة التعليم تتطلب التعامل مع الطلاب كأبناء لأن المرأة تحمل روح الام اتجاه طلابها أيضاً”.