في عيد الأم، الأم السورية مَعين عطاء

في القلب وردة مخبأة لأجمل يوم في الربيع
في النفس قبلة محبة واجلال ليد الأم الخيّرة
في البال اغنية ماتزال مصرورة في النفس من أيام الطفولة بكل قداسة صوتِ الأم كما يُصرُّ الطهر في عب الزنابق البيضاء نستعيدها في داخلنا لنشعر بطعم الرضا والحب ورجع اغنيات الطفولة، قد ينسينا العمر وزحمة العمل كلمات كثيرة إلا كلمة الأم هذه المحبوبة قد لانذكرها في اوقات الفرح بل في اوقات الضيق وقد لا نذكرها في الشباب كما نذكرها في الكهولة وقد يبدو الاستقلال عنها في الفتوة والصبا شرط النضج ولكن ما إن نصطدم بعقبات الحياة حتى نحن ُّ لحضنها الحنون وجناحها الدافىء لتكون الوحيدة التي نؤمن بأننا سنجدها في انتظارنا مهما جنحنا ونعرف انها حاضرة لتحدثنا بحبها الكبير وأمام هذا الينبوع الذي لا ينضب ليس أجمل من يوم الربيع يوم الاعتدال الربيعي مناسبة ليكون عيداً للأم، الأم التي تجزل العطاء تماما كما تفعل الطبيعة في تألقها أيام الربيع وفي سورية كل يوم  هو “عيد أم” لأنها أيقونة مقدسة رسخت بعطائها معاني البذل والتضحية هي الأجمل بين  نساء العالم   كيف لا وهي التي جمعت أبنائها على حب الوطن وغرست فيهم قيم المحبة والسخاء فأثمرت ملاحم تروي بطولات أبنائها التي ادهشت العالم بصور عطائها فهي التي زفّت ابنها الشهيد مزغردة تمسح الدمعة بالصبر والإيمان كيف لا وهي أم الجريح التي قبضت على جمر ألمها لتبلسم جراحاً نزفت لأجل الحياة كيف لا وهي من آمنت أن نداء الوطن واجب يؤديه ابناؤه بإخلاص وشرف حفاظا على أرض رواها السلف بدماء طهرهم ونبلهم  فتقوم بتجهيز أغراض ابنها الجندي وتجمع له زوادة من رضا ودعاء يستمد منها عزيمة وصلابة يواجه بها الموت غير آبه بإجرام إرهاب على مدار أحد عشر عاما من عمر حرب كونية شُنَّت على سورية كانت أشبه بكابوس أثقل نفوس السوريين قُدمت فيها الدماء لتحيا سورية لا بد وان هذه المهمة السامية تقف خلفها سيدات وأمهات عززن مفهوم الوطن في عقول ابنائهن وراحوا يترجموا هذا ويصنعوا من الضيق فرجا ومن الألم فرح وينتزعوا من كبد المصاعب نجاحا وألقاً ليقولوا بعدها مفاخرين نحن أبناء امٍّ سورية فكل عام وكل أمهات العالم والأمهات السوريات بألف خير.

اعداد: مجد حيدر