جامعة دمشق، صرح تعليمي عريق

لطالما تبوأت سوريا عبر تاريخها مكانة رفيعة على الصعيد الحضاري والتعليمي شأنها شأن الدول الناهضة وكانت السباقة بإنشاء الجامعات وأولها جامعة دمشق المعروفة بعراقتها وقيمتها العلمية خصوصا وأنها أقدم جامعات المنطقة
دخلت في العقد العاشر من عمرها ولاتزال ماضية في رفع راية الفكر والعلم والمعرفة تخرّج منها كبار الشخصيات والعلماء في سوريا والعالم العربي، تاريخها لاينفصل عن تاريخ بلادها الذي ترك بصماته على مسيرتها فقد بدأت  دربها بخطوات متأنية حيث تعود فكرة التأسيس لمطلع القرن العشرين عندما أمر السلطان عبد الحميد والي دمشق ناظم باشا بإنشاء مدرسة لتدريس الطب والصيدلة عام ١٩٠٣وهذه المدرسة التي تُعد النواة الأولى للجامعة  نشات في عشرينيات القرن الماضي وتكونت من كلية الطب وكلية الحقوق والمجمع العربي ودار الآثار العربية وفي عام ١٩٢٦فُصِل عن الجامعة المجمع العربي ودار الآثار العربية حتى الأربعينات
في عام ١٩٣٠ _١٩٣١تسجل ٨١ طالبا في الجامعة السورية سبعة منهم من الدمشقيات وابرزهن لوريس ماهر التي تخرجت من كلية الطب انذاك  ومن ثم تسارعت خطوات جامعة دمشق لتحقق المزيد من التقدم فتوسعت خاصة بعد صدور قانون تنظيم الجامعات في سوريا عام ١٩٥٨ وتم أحداث كليات جديدة وبعد الحركة التصحيحة عام ١٩٧٠ تم تقديم الدعم للكليات القائمة وإنشاء الأقسام الجديدة فيها واستكمال التخصصات الأخرى واحداث المعاهد المتوسطة الملحقة بالكليات واصبحت جامعة دمشق تتألف من كلية الآداب والعلوم الإنسانية و كلية الاقتصاد وكلية الزراعة وكلية الصيدلة وكلية الهندسية المدنية والهندسة المعمارية والهندسة الميكانيكية والكهربائية  و كلية الفنون الجميلة بالإضافة إلى افتتاح عدد من دبلومات الدراسات العليا في اختصاصات مختلفة ودبلوم التأهيل كما افتتحت درجة الماجستير في معظم الاختصاصات ودرجة الدكتوراه في بعضها وجميعها باتت معروفة إلى اليوم
جامعة دمشق أشهر من نار على علم لكن قلة من الناس يعرفون مؤسس الجامعة وعميدها الأول الدكتور رضا سعيد الايتوني وهو من مواليد دمشق عام ١٨٧٦ الذي انطلق بمشروع تأسيس الجامعة السورية وكان أول رئيس لها واستطاع أن يجعل العربية لغة التدريس لتكون الجامعة الوحيدة في العالم العربي التي تدرس اللغة العربية وفي أواخر شهر تشرين الأول عام ١٩٤٥ توفي بعد أن ترك إرثا تعليميا لا يقدر بثمن بالإضافة إلى اوسمة رفيعة حصل عليها محليا وعربيا واجنبيا


“وقل ربي زدني علما” هذه الآية القرآنية التي تُتوج شعار جامعة دمشق بألوانه المعروفة فاللون التوتي يرمز إلى التوت الشامي وهي فاكهة مشهورة في سوريا وهو اللون المعتمد في توقيع رئيس جامعة دمشق أيضا اما المصباح فهو رمز المعرفة في الثقافات المختلفة يشع منه نور العلم والمعرفة في دمشق وباقي فروعها في المحافظات السورية التي لازالت كلها تنبض بالحياة العلمية وتبث العلم والثقافة عبر جيل جديد يفتح صفحة لاتقل بياضا عن سابقاتها.

اعداد: مجد حيدر