انطلاق أيام الفن التشكيلي السوري بموسمه الرابع تحت عنوان (10 آلاف عام) في دار الأسد

انطلقت مساء اليوم أيام الفن التشكيلي السوري 2021 للموسم الرابع على التوالي التي تقيمها مديرية الفنون الجميلة تحت عنوان “10 آلاف عام” وذلك في دار الأسد للثقافة والفنون.

وتضمنت الفعالية افتتاح معرض ضم لوحات للفنان التشكيلي والنحات الراحل محمود جلال بمناسبة مرور 110 أعوام على ولادته بوصفه أحد أبرز الوجوه الرائدة في الفن التشكيلي السوري المعاصر.

وعكس المعرض تأثر الفنان جلال أحد مؤسسي كلية الفنون الجميلة بالحياة الريفية البسيطة واهتمامه بجماليات الطبيعة السورية وبالإنسان وعاداته وتعمقه بماضيه وتفاصيل حياته اليومية المعاشة مستنبطا منها جماليات وعناصر بصرية وتعبيره عن الشعور الإنساني بأسلوب واقعي بسيط غني بالتفاصيل والدرجات اللونية المدهشة وقدرته على التعبير عن الشعور الإنساني بأسلوب واقعي بسيط محاكياً قضايا الوطن بفنه.

كما افتتح في الدار معرض للوحات الفنانين المكرمين في الاحتفالية وهم الراحلون ميلاد الشايب وسوسن جلال والنحات فؤاد أبو عساف والفنانون القديرون ناثر حسني وساره شما والنحات محمد بعجانو.

وتضمن الحفل الرسمي عرضاً بصرياً سماعياً لمقطوعة موسيقية تعزف أول مرة على مسرح الأوبرا بعنوان تفاصيل تحية لروح الفنان الكبير محمود جلال من تأليف المايسترو عدنان فتح الله قدمها مع الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية مستوحاة من لوحات الفنان الكبير لتعانق النغم بالألوان والأشكال والموضوعات.

كما قدمت الفرقة برنامجاً منوعاً من الموسيقا الآلية والغنائية ومنها تقديم موسيقا حضارات قديمة تأليف مهدي المهدي عزفت أيضاً للمرة الأولى على خشبة المسرح ومن المقطوعات التي عزفت نجوم الليل للموسيقار فريد الأطرش وموشح سبحان من صور حسنك من ألحان عمر البطش ووصلة من أغاني رفيق شكري وراجعين يا هوى للأخوين رحباني ولونغا لرياض السنباطي.

وفي كلمة لها تطرقت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح لبدايات الفن التشكيلي السوري الحديث التي تعود إلى نحو 150 عاماً وتميز بثراء التجربة وتنوع المؤثرات وتعدد الروافد والاتجاهات والأدوات والمضمون الإنساني مقدماً أسماء رواد تركوا بصمة واضحة المعالم في النتاج الفني المعاصر وكان لحضورهم أكبر الأثر في رسم معالم الحركة التشكيلية المعاصر سوريا وعربياً.

ونوهت الدكتورة  مشوح  بما قام به الفنانون التشكيليون المحدثون الذين كانوا أمناء على الرسالة وظلوا قادرين رغم كل الظروف على أن يكون لإبداعهم حضور لافت على الساحة الفنية داخليا وخارجيا على صعيد الكم والنوع و سموا بأعمالهم جمالاً فكرياً وتطورا في الأساليب والتقنيات والمواضيع.

وتم خلال الحفل توزيع شهادات تقدير لذوي الفنانين الراحلين وللمكرمين الثلاثة من قبل وزير الثقافة ورئيس اتحاد التشكيليين السوريين محمد عرفان عزت أبو الشامات ومدير الفنون الجميلة في وزارة الثقافة عماد كسحوت.

وفي تصريح لسانا بين كسحوت أن ما يميز الاحتفالية عن سابقاتها هو وجود فعاليات جديدة ومعارض أكبر في دمشق والمحافظات والصالات الخاصة بالإضافة إلى تواجد فن الكاريكاتير والبورتريه والبوستر.

وأعرب الفنان القدير حسني في تصريح مماثل عن سعادته لتكريمه للمرة الثانية على مسيرة عمله منذ 60 عاماً من الانتاج حيث تميز مشروعه بتوثيق أقدم مدينتين مأهولتين بالسكان دمشق القديمة وحلب القديمة.

سارة شما من الجيل الشاب ولها تجربة عالمية فريدة أوضحت أن تكريم الفنان بوطنه شعور لا يوصف وخاصة أن سورية هي جزء منها وأن الفنان مهما تكرم خارج حدود وطنه يبقى التكريم فيه له نكهة خاصة متمنية الاستمرار في الاحتفاء بالمبدعين.

وتتضمن فعالية أيام الفن التشكيلي السوري التي تستمر لغاية 23 الشهر الحالي افتتاح معارض لفن الكاريكاتير و لفناني الثمانينات وللخط العربي والخزف والتصوير الضوئي فضلا ً عن معرض الخريف السنوي ومسابقة البورتريه للفنانين الشباب.

وسيرافق أيام الفن التشكيلي السوري ندوات في كلية الفنون الجميلة ومسابقة ومعرض للملصق ” البوستر” فضلاً عن معارض وورشات عمل وندوات في الصالات الخاصة وكلية الفنون الجميلة ومعاهد الفنون في دمشق والمحافظات.