إطلالة سورية،أوغاريت” موطن أول أبجدية

بلغة الفن وصوت الصمت هكذا تحدثنا عن تاريخها،،،
هي مهد الأبجدية الأولى وواحدة من أهم الأوابد السورية التي تحتل موقعا هاما على الخريطة الأثرية السورية والأكثر شهرة في العالم و اسمها اوغاريت


إن ذهبت لزيارتها ستكتشف لماذا هي تُعرف باسم رأس شمرا وذلك لما ستراه فيها من نبات الشمرا الذي  ينمو بكثرة في محيطها الجميل حيث تقع جغرافياً قرب الساحل الغربي السوري على امتداد البحر الأبيض المتوسط وتشرف على البحر من فوق رابية وعلى بعد عشرة كيلو مترات إلى الشمال من مدينة اللاذقية وسط منطقة هادئة خضراء خصبة تشتهر بكثرة اشجارها وبساتينها وهذا مااكسب مساحتها التي تبلغ ٢٠ هكتارا بارتفاعِ ١٨ م عن سطح البحر ميزة جمالية خاصة
اكتشفت اوغاريت على يد احد المزارعين عندما كان يحرث حقله في صيف عام ١٩٢٨م وكانت هذه المصادفة بداية اكتشاف مملكة اوغاريت والذي فسح المجال أمام علماء الآثار بالغوص اكثر فأكثر في مكنوناتها التاريخية التي تنقل لنا قديم الزمان حيث كانت مركزا تجاريا هاما وعاصمة للمملكة الكنعانية في الألف الثاني قبل الميلاد وكان ملكها يملك قصرا ضخما جعل منه مركزا للإدارة الحكومية وكانت المدينة تضم مناطق رئيسية للسكن واخرى للعمل والصناعة إضافة إلى العديد من المعابد بالإضافة لما أخبرتنا به الوثائق الكتابية التاريخية بوجود المكتبات فيها التي كانت مركزا للنشاطات الثقافية العديدة ومازالت بقايا هذا القصر تدل على عظمة هذه المملكة وعظمة ماقدمت للبشرية إذ إن اسم اوغاريت ارتبط بالابجدية الأولى هذه الأبجدية التي حلت بامتياز محل الأنظمة المقطعية الثقيلة السائدة قبل ذلك وكتبت مئات من الرقم باللغة الأوغاريتية إلى جانب الوثائق الأكثر عددا المكتوبة بالأكاديةاللغة العالمية في ذلك العصر، واستخدام الرموز الأوغاريتية لم يقتصر على الكتابة بل تعداها إلى استخدام رموزها في تسجيل سلم موسيقي اعتمده فيثاغورث أصلا للموسيقى الغربية بعد الف عام من ظهورها في اوغاريت وهذه الأبجدية التي ترقى إلى القرن الرابع ق م تُدرس حاليا في ٤٠ جامعة فمن خلالها اختُصرت  الإشارات المسمارية الكتابية من ٦٠٠ إشارة إلى ٣٠ حرفاً ومعظم النصوص التي سُطرت بهذه اللغة هي نصوص اقتصادية وأدبية والنسخة الأصلية من هذا المستند التاريخي والذي يعبر عنه رقم فخاري بطول٥،٥سم وعرض١٠٣سم محفوظة في متحف دمشق الوطني


حضارة اوغاريت وكنوز تاريخ هذه المدينة المملكة التي زرعت في طين أرضها بذور الفكر الإنساني ومكتشفاتها الثريّة ستبقى كنوزاً لتاريخ عريق وتاريخ سوريا العامرة البلد الثاني لكل مثقف في هذا العالم

اعداد: مجد حيدر