يقدم كتاب (الأمم المتحدة بين التحديات والإصلاح) لمؤلفه الباحث حسين راغب إضاءة شاملة على هذه المؤسسة العالمية التي أحدثت منذ 1945 بدءاً من مراحل تأسيسها مع التعريف بأجهزتها ومؤسساتها وأدوارها القائمة على الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين والتحديات التي تواجهها ومدى حاجتها للإصلاح.
الكتاب الذي احتوى أربعة فصول اعتمد على قراءات منهجية تقدم رؤية موضوعية لمقترحات فكرية بغرض إصلاح المنظمة الأممية مع طرح تساؤلات عما إذا كانت هذه المنظمة وصلت سياسياً وثقافياً وعالمياً إلى مستوى طموحات مؤسسيها.
ويبين راغب في مقدمة كتابه أن ما جعله يقدم على تأليفه هو محاولات الولايات المتحدة وحلفائها تحويل الأمم المتحدة لرأس الحربة في الحرب على سورية وإيمانا بالطروحات المستمرة للدولة السورية في المطالبة بضرورة إصلاح هذه المنظمة وأجهزتها ووكالاتها من أجل تكريس ديمقراطية العلاقات بين الدول.
ويعرفنا راغب في هذا الكتاب على التطور التاريخي الذي سبق تأسيس الأمم المتحدة عندما كانت لا تزال أفكاراً ومقترحات لسياسيين ومفكرين وصولاً إلى التنفيذ شارحاً طبيعتها القانونية ومبادئها وأجهزتها الرئيسية وهي (الجمعية العامة ومجلس الأمن الدولي والمجلس الاقتصادي والاجتماعي ومجلس الوصاية ومحكمة العدل الدولية والأمانة العامة).
وعبر فصل حمل عنوان (الأدوار الرئيسة للأمم المتحدة) يشرح راغب أدوارها في مجالات السلام العالمي وحفظه وحقوق الإنسان كما خصص فصلا حول التحديات العالمية المعاصرة التي تواجهها من سباق التسلح وغيرها من القضايا.
ويتناول راغب بكثير من التفصيل إحدى أخطر القضايا التي تواجه المنظمة الأممية والمتمثلة بالتسلح النووي وما يترتب على ذلك من مخاطر والدول التي تمتلك السلاح النووي والذرائع التي تسوق لها بعض الدول لنشر هذا السلاح.وفي الكتاب تركيز على مساعي بعض الدول على تغذية النزعات الانفصالية على مختلف معانيها وأسبابها لتجزئة الدول وتفتيتها تنفيذا لمصالح خاصة.
ويناقش الكتاب أيضاً دور المنظمة الأممية في تحجيم تهديدات الأوبئة التي تهدد حياة البشر في زمننا الراهن والتصدي للإرهاب وتحقيق السلام والعدل الدوليين.
يتجه راغب في كتابه أيضاً إلى ثقافة البيئة ومخاطر الأمن البيئي ومشكلاته وأهمية مشاركة الأمم المتحدة في مكافحة التغيرات البيئية إضافة إلى المؤتمرات المنعقدة والبروتوكولات والتحديات التي تدور في هذا الإطار.
ويخصص راغب الفصل الأخير من الكتاب لقضية إصلاح الأمم المتحدة مبيناً ضرورات هذه المسألة ومدى الحاجة لها وضرورة تعديل ميثاقها الذي أقر في عام 1945 وسعي الإدارات الأمريكية لفرض سيطرتها عليها وتسيير قراراتها وفقاً لمصالحها.
يشار إلى أن الكتاب صادر عن دار الشعب لنشر العلوم الإنسانية