الإشباع المبكر.. الشخصية اليهودية مذعورة

           
الإشباع المبكر.. الشخصية اليهودية مذعورة

رانيا ناربي

يمكن تعريف “الإشباع المبكر” على أنه مفهوم يعني الإشتباه لناحية مدى تحقق التاثير في وعي العدو وقراراته وتبعا” في سلوكه، نتيجة الأعمال القتالية ضده، وذلك بفعل التعبيرات اللفظية المبالغ فيها والصادرة عن العدو في توصيفه لتاثير تلك الأعمال القتالية عليه وعلى أمنه وما ينجم عنها من إحباط.

مظهر من مظاهر” الإشباع المبكر ” يمكن ملاحظته بوضوح خلال عملية سيف القدس الجارية حاليا”، وهي الحرب الإعلامية الداخلية التي يشنها خصوم نتنياهو على تعاطيه مع الأحداث، وقراراته بشأن محاكم حي الشيخ الجراح، أو استهداف الفصائل   الفلسطينية في غزة.

بدأ عدد كبير من السياسيين والعسكريين والمراسلين ووسائل الإعلام المعادية، حربهم النفسية بهدف زيادة الضغط على نتنياهو والإستثمار السياسي للأحداث، أصبح الحديث عن فشل أهداف نتنياهو وفشل مناوراته، سيمفونية يعزفها هؤلاء في الإعلام والصحافة، ويتلقفها الفلسطينيون وأصدقاؤهم بنشوة النصر الذي لا يشوبه شاءبه، وبغد النظر عما إذا كان نصرا”في كل التفاصيل، فإن أغلبه ليس إلا تصفية حسابات سياسية لإسقاط نتنياهو، وقد يكون الواقع مختلفا” عما يتم الحديث عنه من إيحاءات، فيحصل التلاعب بردود أفعال المراقب أو الطرف الفلسطيني أو صاحب الفعل العربي.

إذا”يحصل” الإشباع المبكر” نتيجة أربع عوامل..

١عمليات حرب نفسية متعمدة من قبل كيان الاحتلال تستهدف خداع المقاومة.

٢حقيقة الشخصية اليهودية المذعورة وانعدام الشعور بالأمن لدى اغلبية  المستوطنين في الكيان.

٣النزاعات الداخلية السياسية التي تؤدي إلى المبالغة في النقد لاستهداف الأحزاب والشخصيات على خلفيات سياسية.

٤الدعاية التعبوية التحريضية التي يمارسها قيادات الكيان الصهيوني من خلال تضخيم الخطر لتحفيذ حالة القلق والاستنفار، دون الغفلة عن أن هده الدعاية قد تنقلب إحباطا”وخوفا” هستيريا”

والواقع أنه سواء كانت عملية” الإشباع المبكر “تحصل نتيجة التلاعب الإسرائيلي أو نتيجة انهزامه أو سواء كانت عملية تصفية حسابات داخلية، إلا أنه لايمكن تجاهل أنها تحصل بشكل واسع، ولها تاثير كبير عل مجريات الأحداث وردود الأفعال.
وعليه، يجب الحذر لدى قراءة الأحداث والترتيب عليها، دون الوقوع في فخ” الإشباع المبكر”.

أما على مستوى حروبنا الإعلامية الخاصة، فإن استثمار نزاعات الأطراف في الكيان الصهيوني وتسليط الضوء عليها هو أمر مطلوب، كما أن تعزيز الشعور بالذعر لدى المستوطنين هو امر مطلوب أيضا”، مع الالتفاف إلى الدقة في التعابير وعدم الانسياق خلف دعاية العدو.