تعتبر الدراجة النارية وسيلة نقل مهمة ووحيدة للكثير من المواطنين وخاصة في الريف رغم معاناتهم في الفترة الأخيرة بسبب صعوبة تأمين مادة البنزين لها بالأسعار الرسمية، فهذه الدراجة يستخدمها الفلاح والعامل والمدرّس والحرفي ومراقب شبكة المياه وفني الوحدة الإرشادية والهاتف ومراقب الحراج والطبيب البيطري و… الخ وبالتالي فإن توفير مستلزمات هذه الآليات من بنزين وغيره وتنظيم عملها ومراقبة مستخدميها أمر في غاية الضرورة ولاسيما أن نسبة غير قليلة من الشباب الطائش تستعمل هذه الآليات بعيداً عن الأصول والأخلاق والقانون ما جعل نسبة كبيرة جداً من المواطنين يطالبون الجهات المعنية بمعالجة هذا الواقع المر وإلزام أصحابها بتسجيلها وتجهيزها والتقيد بالقانون عند قيادتها سواء لجهة وضع الخوذة على الرأس أم لجهة عدم إزعاج الناس بأصوات شكموناتها أم لجهة عدم السرعة وعدم القيام بحركات بهلوانية.
وضمن إطار ما تقدم يندر أن يمر يوم دون أن تصل لـ«الوطن» شكوى أو أكثر من سكان طرطوس مدينة وريفاً حول حول إساءة استخدام هذه الدراجات واستفحال ظاهرة الدراجات النارية ذات الأصوات الصاخبة والسرعات الجنونية من شبان مراهقين وكبار أحياناً.
ويقول عدد من المواطنين في شكوى خطية قدمت لـ«الوطن» في نهاية تموز الماضي: إن التلوث الناجم عن الضجيج صنف عالمياً من أخطر أنواع التلوث لما له من أثر كبير في الإنسان وحياته وما يتركه من توتر وانزعاج وأرق وأوجاع لا تعد ولا تحصى وهؤلاء الشبان غير الأخلاقيين وغير الواعين لا هم ولا أهاليهم للأسف يقومون بشراء دراجات نارية ثم ينزعون منها «الاشكمان» والمصافي التي تخمّد الصوت حيث ينزعون المخمد وأصبح صوت الدراجة عالياً جداً إضافة إلى السرعات الجنوبية على الطرقات العامة والتي يقومون من خلالها باستفزاز سائقي السيارات وبث الرعب والخوف في نفوسهم وهؤلاء زاد عددهم هذا العام أكثر وبات الناس في كل المناطق وكل أرياف المحافظة مرعوبين ومنزعجين وتوجد شكاوى كثيرة كلها تطالب الجهات المختصة بقمع هذه الظاهرة وإلقاء القبض على هؤلاء ومصادرة دراجاتهم.
وختموا بالقول: لسنا ضد هذه الآلية لأنها تخدم الناس وتلبي مطالبهم ولكن قيادتها يجب أن تكون بوعي ودون سرعة ودون أصوات مزعجة جداً وبالتالي لابد من قمع هذه الظاهرة الخطرة علينا وعلى أطفالنا.
رد الشرطة
وضعنا هذه الشكوى على طاولة قائد شرطة طرطوس العميد موسى الجاسم فوعد بالمتابعة ومعالجة هذه الظاهرة من فرع المرور.
وبعد مضي شهر على الشكوى التقينا رئيس فرع المرور بطرطوس العقيد عبد الباسط الراعي لمعرفة نتيجة المعالجة على مدى شهر آب فأوضح لـ«الوطن» أن عناصر الفرع قاموا منذ بداية شهر آب (أي من اليوم التالي للشكوى) وحتى الإثنين الفائت بحجز 187 دراجة وتحويل سائقيها إلى القضاء أصولاً وهذه الدراجات تم حجزها بناء على المخالفة أو القيادة الرعناء كما تم ويتم حجز الدراجة التي تصدر أصواتاً مزعجة من «الاشكمانات» ولا يتم فك احتباسها إلا بعد إزالة المخالفة.
وأكد أن المتابعة مستمرة ضمن أحياء المدينة والأحياء التي ترد شكاوى من المواطنين فيها على الرقم المجاني 115 وبالنسبة للدراجات المهربة بيّن أنه يتم تحويلها أصولاً للجمارك مشيراً إلى أنه تم حجز 7 دراجات كبيرة الحجم (بطح) وتم تحويلها للقضاء أصولاً لأنها من أخطر الدراجات وتسبب إزعاجاً كبيراً لسالكي الطريق.
الوطن