إجراءات النقد وقضاياه في الشعر الجاهلي..جديد الدكتور فاروق إسليم

كتاب جديد للدكتور فاروق إسليم فيه قراءات تضمن بياناً لإجراءات نقد الشعر ووعي قضاياه لدى العرب قبل الإسلام ولدى من في حكمهم من المخضرمين، قراءات معنية بنقدهم لشعرهم آنذاك لا بنقد غيرهم له فيما بعد وهي تهدف أساساً إلى توصيف النقد.

وقال إسليم: لا يمنع الإفادة من أفكار نقاد الشعر من غير الجاهليين والمخضرمين لأن نقد الشعر لدى العرب قد تأسس في العصر العباسي وما بعده فكانت أقوالهم النقدية على جزئيتها وبساطتها منطلقاً لنقد الشعر بعدهم تضاف إلى ذلك الإفادة من القراءات النقدية المعاصرة المختصة بنقد العرب للشعر قبل الإسلام.

وأضاءت بحوث إسليم بهذا الكتاب على موضوعات نقدية يحتاج إلى معرفتها كل من يتصدى لدارسة نقدنا العربي القديم لأنها أصل تأسس عليه كثير من آراء نقادنا القدامى الخاصة بإبداع الشعر ووظائفه وقضاياه الفنية والتوصيلية المختلفة ويمثل انتقال الشعراء من نمط المقطعة إلى التقصيد عملاً نقدياً أولياً واعياً استجابوا به لمتطلبات حياتية جديدة ولذوق فني نام وباحث عما هو أرقى فنياً وجمالياً.

وكذلك بحسب الباحث إسليم قام النقد بإطلاق ألقاب على الشعراء تبرز السمة العامة لشعر صاحب اللقب أو لبعضه ومن مظاهر أولية النقد أيضاً اختيار قصائد جياد لتعليقها على الكعبة أو في خزائن ملك الحيرة واستخدام مصطلحات فنية خاصة لها مفهومات متعارف عليها في وعي العرب للشعر ونقده سماعاً ومشافهة لا قراءة وكتابة وهي مصطلحات علمية محددة أو شبه محددة وفق تلقيها واستخدامها في بيئاتهم المبدعة والناقدة للشعر.

وتابع إسليم اتخذ نقد العرب للشعر قبل الإسلام طابع القول الشفاهي لا الكتابي وله مظهران، الأول طابع نثري غلبت عليه الأحكام العامة والثاني طابع شعري غلب عليه طابع الأحكام الجزئية، وكان حضور الأحكام النقدية بالقول الشعري أكثر بروزاً وحضوراً من النقد بالقول النثري.

وقال إسليم: برز طابع نقد الشعر بالشعر في سياق الفخر أو هجاء شاعر لآخر غالباً وهذا ما جعل لغة ذاك النقد مجازية تحتفل بالصورة الشعرية أداة لتوصيل الفكرة أو للإيحاء بها على نحو واسع الطيف وهي صور حسية تستمد عناصرها من البيئة البدوية الرعوية ومن البيئة الاجتماعية التي تعلي شأن الفروسية فبرز لذلك كثير من مفرداتها في رسم تلك الصور.

ورأى إسليم أنه اشتغل كثير من الشعراء بنقد أشعارهم وأشعار غيرهم على نحو منحاز للتقاليد الشعرية ومتجاوز للعصبية القبلية ولا سيما في ظاهرة تحاكم الشعراء إلى حكام من غير قبائلهم.

الكتاب الذي صدر في دار الثقافة في الشارقة فيه مواضيع أخرى تخص النقد العربي القديم ومقوماته وتبين ظواهر وأسس الانتماء إلى العروبة وصولاً إلى ثقافة أصيلة تشد على محبة الوطن.

يذكر أن الدكتور فاروق إسليم عضو المكتب التنفيذي في اتحاد الكتاب العرب ورئيس تحرير مجلة التراث العربي من مؤلفاته الانتماء في الشعر الجاهلي والمعري ناقداً ومذكرات المناضل يوسف السعدون وقراءات نقدية وفي العروبة والانتماء عبر مؤلفات عدة.

سانا