راتب الموظف السوري لعام كامل لا يكفي أجار شقة لشهر واحد في دمشق!

يستمر مسلسل إرتفاع أجار الشقق السكنية في العاصمة دمشق دون ضوابط، ووحده قانون اللا منطق هو من يتحكم بهذه السوق التي تلقى إقبالاً كبيراً وسط العاصمة وضواحيها، على عكس حركة البيع والشراء الشبه معدومة ، وخاصة بعد صدور قانون البيوع العقارية، رغم الدفاع المستميت عن هذا القانون الذي أقل مايقال عنه أنه أتى في غير وقته..

قبل حوالي الشهرين كنت قد حررت مقالاً عن أجار الشقق السكنية بعد جولة في مناطق مختلفة ضمن دمشق وضواحيها، لأقوم بذات الجولة في الأيام القليلة الماضية على ذات المكاتب العقارية..

في مناطق المخالفات مثل حي الزهور وصل أجار الشقة المقبولة نوعاً ما إلى ٦٥٠ ألف ليرة سورية، مع العلم أن بدل الإيجار يسدد لسنة سلفاً، أما في الأزقة الفرعية لذات المنطقة فتراوح الأجار بين ٢٠٠-٤٠٠ ألف ليرة سورية شهرياً، وقد أجرت شقة عبارة عن غرفة واحدة مع منتفعات على السطح ( أي الطابق السادس) ب ٢٠٠ الف ليرة سورية.. 

أما أجارات الشقق في منطقة التضامن ودف الشوك فهي لا تختلف كثيراً عن سابقها حي الزهور.

أما في منطقة الميدان الشعبية مثل الحقلة وأبو حبل والزاهرة القديمة فتتراوح أجارات الشقق فيها اليوم بين ٥٠٠-٨٠٠ ألف ليرة سورية ، مع التأكيد على دفع بدل الإيجار لمدة ستة أشهر أو عام كامل سلفاً..

وطبعاً هذه الأرقام بغض النظر عن دفع فواتير الماء والكهرباء و الهاتف و الإنترنت إن وجد..

في مناطق دمشق الراقية لم يعد هناك مكاناً لأصحاب الدخل المحدود نهائياً، فأجار شقة في مشروع دمر مساحتها 85 متراً مربعاً لمدة عام بلغ قرابة ال ٢٢ مليون ليرة سورية في السنة، أي مليون وثمانمئة ألف ليرة في الشهر الواحد، وطبعاً مناطق المالكي وتنظيم كفرسوسة لا تشذ عن هذا الرقم، وأعتقد أن الخط البياني لإرتفاع أجار العقارات لن يتوقف مالم تتحرك الجهات المعنية بإعادة تأهيل المناطق المحررة لإعادة أهلها إليها، وإعادة المهجرين من المحافظات إلى محافظاتهم لتخفيف العبء عن مدينة دمشق، وبهذه الطريقة فقط تنخفض أجارات العقارات، فراتب الموظف السوري في عام لم يعد يكفيه لاستئجار شقة لمدة شهر واحد في دمشق، فإذا افترضنا أن متوسط راتب الموظف هو ٨٠ ألف ليرة سورية شهرياً، فهو يتقاضى ٩٦٠ الف ليرة سورية في العام، وكما هو واضح أن متوسط أجار الشقة في دمشق هو ٦٠٠ ألف ليرة سورية – ناهيك عن فواتير الخدمات – يتبقى من راتبه ٢٤٠ ألف ليرة سورية، هي بالكاد تستر أفواه عائلته بلقيمات طوال الشهر.. ولنترك جانباً موسم العام الدراسي، ولنترحم على أيام المكدوس، ولننسف من أفكارنا الأعياد، ولنستعين بالله من مرضِِ عارض قد لا نستطيع شراء حبة سيتامول تعيننا على كتم الألم..

المشهد