كتب بيوتر ماكيدونتسيف، في “أوراسيا ديلي”، حول التعقيدات التي يخلقها الوضع في أفغانستان لرهانات تركيا وحلفائها.
وجاء في المقال: يترك انسحاب قوات الناتو من أفغانستان، بعد عشرين عاما من زرع الديمقراطية الليبرالية هناك، الخراب والمشاكل. التحالف العسكري السياسي بين تركيا وأذربيجان وباكستان لا يغفل عن هذه المشاكل.
يؤثر الصراع بين الأفغان والوضع في المنطقة بشكل مباشر على المشروع الصيني “حزام واحد – طريق واحد”. باكستان وتركيا وأذربيجان، تشارك في هذا المشروع الذي يخدم استراتيجية الصين في التحول إلى قوة مهيمنة على العالم. في الوقت نفسه، تستفيد تركيا وباكستان وأذربيجان من التعاون الاقتصادي مع الصين، ولا سيما في إطار طريق الحرير الجديد. وهكذا، فإن الفوضى الدموية في أفغانستان ستضرب أيضا الحزام والطريق. وهنا ستظهر تناقضات مهمة بين الفاعلين المشاركين في النضال من أجل أفغانستان.
الحقيقة هي أن إنجاز مشروع الحزام والطريق ليس في مصلحة الولايات المتحدة. وبالتالي، فعاجلا أم آجلا، سيتعين على تركيا اتخاذ خيار: العمل بانسجام مع الولايات المتحدة ودول الناتو الأخرى، أو الاستمرار في سياسة متعددة النواقل تتضمن التعاون مع الصين وروسيا.
وثمة تناقض في موقف باكستان وموقعها الجيوسياسي. فالصين خصم الهند وحليف باكستان إلى حد ما. وليس من المربح للهند تنفيذ مشروع الحزام والطريق، وكذلك تعزيز نفوذ الصين وباكستان في أفغانستان.
قد تجد أذربيجان نفسها في وضع صعب إذا ساد الاتجاه نحو التقارب مع الغرب والمشاركة في المواجهة مع الصين في تركيا. أما باكستان، فعلى العكس من ذلك، ستحافظ على التحالف مع بكين. بالإضافة إلى ذلك، فإن حل نزاع قره باغ واستعادة الأراضي المحتلة أكثر أهمية بالنسبة لباكو. لذلك، فإن المشاركة في مغامرات تركيا العسكرية والسياسية والصراع مع الصين هو آخر ما تحتاجه أذربيجان. في أي سيناريو محتمل، تلعب أذربيجان دورا ثانويا (تابعا) في الثلاثي المعني.
من بين البلدان الثلاثة، موقف باكستان هو الأكثر قابلية للتوقع، فهي لن تدخل في مواجهة مع الصين. وسوف يظهر المستقبل ما إذا كانت تركيا وأذربيجان ستتبعان مثالها أم ستختاران نموذجا مختلفا للسلوك.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب