اختطاف الصحفيين والصمت القاتل ..!!

يونس خلف
أمين السر العام لاتحاد الصحفيين السوريين
تأتي حملة التضامن التي أطلقها اتحاد الصحفيين في الجمهورية العربية السورية مع الزميل الصحفي محمد الصغير المعتقل لدى ميليشيا قسد الانفصالية
مناسبة للتأكيد أن المشكلة الاساسية وأصل الحكاية في مأساة الصحفي محمد الصغير وكل الذين تم اعتقالهم ويعانون من الممارسات القمعية هو وجود قوات الاحتلال سواء الاميركي أو التركي .
ولذلك كان الصوت المرتفع من أمام مقر اتحاد الصحفيين ليس مجرد المطالبة بتحرير محمد الصغير من الاختطاف وإنما هو تعزيز  التمسك بالثوابت الوطنية ورفض الاحتلال والإصرار على تحرير كل شبر من الأراضي السورية ، وثقة الشعب السوري  بالنصر النهائي من خلال انتصارات الجيش ابذي حقق انتصارات نوعية والشعب  الصامد والرئيس المقاوم المناضل الذي قاد السفينة إلى بر الأمان .
وبالعودة إلى حكاية اختطاف وسجن الصحفي محمد الصغير فإنها حكاية الشعارات الزائفة لمن يتشدقون بالحرية والعدالة وحقوق الإنسان ومحارفة العنف … والحكاية بحد ذلتها مثال عن المؤسسات الدولية النائمة التي لاحول ولا قوة لها في مواجة انتهاكات الحرية وحقوق الإنسان ، لابل أكثر وأبعد من ذلك بعض هذه المؤسسات متورطة ومشاركة في الانتهاكات بعد هذا الصمت القاتل .فمنذ ان قامت ميليشيات قسد الانفصالية والمرتهنة للمحتل الأميركي باختطاف محمد الصغير في حزيران ٢٠١٩ إلى مكان مجهول وتم حبسه، ورغم كل النداءات والبيانات والرسائل للهيئات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان، والأمم المتحدة لا يزال في السجن، وأكثر من ذلك في شهر آب من العام الماضي بعدة جلطات وتدهور وضعه الصحي إلى درجة أن مصادر الاتحاد الدولي للصحفيين أكدت أن حالته ساءت كثيراً.. لكن دون جدوى ، و اليوم  يجدد اتحاد الصحفيين السوريين  النداء  لأن  الصحفي محمد الصغير يقترب من الموت نتيجه تدهور وضعه الصحي ، وترتفع الأصوات اكثر لتسأل :  هل عجزت كل المؤسسات الدولية والمنظمات الإنسانية عن إنقاذ هذا الصحفي، وماذا فعل حتى يعاقب حتى الموت، وهل من يكتب ضد الاحتلال والمحتلين، وضد المرتزقة والمرتهنين، ومن يدافع عن وطنه وأرضه وكرامته يعاقب حتى الموت، ماذا نقول عن الذين دمروا البلاد، وكانوا جسراً لعبور المحتل  وسرقوا الثروات النفطية والزراعية وأغلقوا المدارس  وحولوها إلى معتقلات،  إن ما حدث ويحدث  أمر غريب وعجيب حيث لا رحمة ولا عدالة ولا عفو.. غريب وعجيب من يتحدث عن الديمقراطية وأخوه الشعوب والحرية وفي نفس الوقت يعاقب على كلمة مكتوبة أو صورة تنقل الواقع على حقيقته ، وهل ثمة من يفكر  ويتأمل مشهد المأساة لعل وعسى يستيقظ  الضمير الإنساني .