مرحى للشعب العربي السوري العظيم ,,,بقلم : نبيهة إبراهيم

مرحى للشعب العربي السوري العظيم ,,,بقلم : نبيهة إبراهيم
مرحى للشعب العربي السوري العظيم ,,,بقلم : نبيهة إبراهيم

لن يهدأ العالم حتى ينفذ حب سورية من نفوس أبنائها ، هكذا أخبرتنا وتخبرنا حقائق التاريخ عن عظمة الشعب السوري وحبه لأرضه وتعلقه بها ، هذه القيم الوطنية التي تربى عليها وأتقنها السوريون ، توارثها الأبناء عن الآباء قصص وروايات تحكي بطولات الأجداد وعطاءاتهم في سبيل الوطن ، شكلت ولا تزال حافظة تاريخية يتعلم منها الشعب السوري أن الأرض وطن أمن وسلام وعيش كريم لمن يستحقه ويستطيع حمايته ، والدفاع عنه . كما تعلمهم أن الأرض السورية المباركة هي الأم الرؤوم التي ترعى أبناءها وتحتضنهم وتحنو عليهم وتقتفي أثرهم في معركة هم المنتصرون فيها ابدا.

منذ بداية الحرب الظالمة على سورية كان المستهدف الشعب السوري بقيمه ومبادئه ، بإنجازاته وإرثه الحضاري ، لقد سعت قوى الظلم والعدوان بكل ما تملك من وحشية وإجرام إلى جعل السوريين يعيشون الشقاء والبؤس ، حاولت تغيير سماتهم وملامح وجوههم وأمكنتهم وجغرافيتهم ، فهجرتهم من بيوتهم وشردتهم ، لمم تترك العصابات الإرهابية المجرمة طريقة الا واستخدمتها في محاولة لإحداث شرخ في النسيج الاجتماعي السوري بهدف إضعاف رابطة الانتماء للوطن ومحاولة استبدالها بالروابط الأولية القائمة على أساس الاثنيات والأعراق والطوائف والمذاهب ، نهجاً منها في تقسيم السكان وصولاً لتقسيم الجغرافيا ، حيث تقسيم الجغرافيا يبدأ بانقسام السكان وإحداث النزاعات التفريقية فيما بينهم . لكن الشعب السوري أظهر وعياً وطنياً متقدماً يضاهي أكثر شعوب العالم حضارة ومدنية تحديداً بعد أن تكشفت أهداف الحرب في تقسيم البلاد واستهداف هويتها وتحويل البوصلة عن العدو الأساسي الكيان الإسرائيلي المحتل .

المعروف حين تتعرض قضايا الوطن الكبرى للهجوم من قبل الأعداء تتوحد كلمة الناس وتتراص الصفوف ، وهذا يُعرف بالوعي الوطني ، لقد توحدت كلمة السوريين على حماية وحدة وسيادة الأراضي السورية ، وعلى الحفاظ على هويتها العروبية الجامعة العابرة للطوائف واالمذاهب والأعراق ، وعلى عدم التنازل عن شبر واحد من الأراضي السورية ، لهذا كان قرار الشعب السوري في اختيار شخصية الرئيس بشار الأسد إذ وجدوا فيه صمام الأمان لوحدتهم الوطنية ، وقدرته في الحفاظ على الثوابت الوطنية وحماية واستقلالية القرار السوري ، وهو الذي أكد غير مرة خلال سني الحرب الكبيرة الجائعة بأن : ” الحرب لن تغير شيئاً من مبادئنا ” محدداً هذه المبادئ بالتالي :

أولاً : وحدة الأراضي السورية هي من البديهيات غير القابلة للنقاش على الإطلاق” …..” كل ما يرتبط بمصير ومستقبل سورية هو موضوع سوري مئة بالمئة “

ثانياً : هوية سورية، الهوية الوطنية موجودة، ….. جوهر هذه الهوية السورية هو العروبة بمعناها الحضاري الجامع لكل أبناء الوطن ولكل أطياف المجتمع

ثالثاً : لن نسمح للأعداء والخصوم أوللإرهابيين، عبر أي إجراء بأن يحققوا بالسياسة ما عجزوا عن تحقيقه بالميدان وعبر الإرهاب.

رابعاً : مازالت قضية فلسطين جوهرية بالنسبة لنا، ما زالت “إسرائيل” عدواً يحتل أراضينا، ومازلنا داعمين لكل مقاومة في المنطقة طالما أن هذه المقاومة حقيقية وليست مزيفة كما هو حال بعض المقاومات”.

لقد وضعت قوى الشر والعدوان نفسها في مواجهة مباشرة مع الشعب السوري ، الذي خاض الحرب الاقتصادية بوعي وصبر وتحمل في سبيل الحفاظ على سورية ووحدة أراضيها ، فلم تكن الحرب الاقتصادية أقل ضرواة من الحرب العسكرية ، غير أن مهاجمة سورية لم تكن بالأمر اليسير على قوى الظلم والعدوان في أمريكا والغرب الاستعماري ، حيث تضحيات الشعب وتمسكه بأرضه وثوابته الوطنية اضطرت تلك القوى العدوانية للبحث عن مخرج لها والسير في تسويات على خطوط المرحلة الراهنة ، يمكن أن تكون إعادة تموضع لأمريكا التي بدأت حصتها في الاقتصاد العالمي بالتراجع لصالح قوى دولية كبرى كالصين وروسيا ، أمريكا التي كلما قلت حصتها من الاقتصاد العالمي تراجع نفوذها وهيمنتها على العالم ، ولهذا السبب أعتقد أن منطقتنا تسير باتجاه تسويات على خطوط المرحلة الراهنة .

اليوم بعد أن تعمد التراب السوري بدماء أبنائه ، لم ولن يفهم أعداء سوريه كيف للأم السورية التي استقبلت جثمان ابنها باالزغاريد وكفنته بعلم الوطن ، والمرأة السورية التي سارت بمقدمة الرجال تحمل نعش زوجها ، كيف تطلق الفرح و الأغاني على امتداد مساحة الوطن احتفاءً بالنصر وعربون انتماءٍ للوطن .

في القضايا الكبرى كما انتخابات مؤسسة الرئاسة يخرج الناس للقيام بواجباتهم الوطنية ، والشعب السوري العظيم خرج اليوم من كل مدينة وقرية وحي ليعلن أن تضحياته ودماء أبنائه التي روت كل حبة تراب من أرض سورية العزيزة ، تزهر اليوم نصراً ذهبياً ساطعاً كسطوع الشمس في ربيع سورية .