اطلالة سورية،،، افاميا

كثيرة هي قصص العشق التاريخية التي سمعنا بها كتلك التي جمعت روميو بجولييت وقيس بليلى.. لكن هناك  قصة ضاربة في القدم وتعود جذورها إلى أكثر من ٢٢٠٠ عام  ومابقي لنامن هذه القصة أثر مدينة سُميت باسم المعشوقة/أباميا البختيارية /من قبل زوجها أحد قادة الإسكندر المقدوني الذي أعاد بناء المدينة في عصر سلوقس الأول نيكاتور..هي مدينة أفاميا هذه الحاضرة السورية التي يرجع بناؤها إلى أكثر من ٦٠٠ سنة فبل الميلاد حسب علماء الآثار..


إلى الشمال الغربي من سورية وفوق هضبة مطلة على سهل الغاب تتناثر أطلال مدينة أفاميا العابقة برائحة التاريخ، شعوب كثيرة وطئت تخوم هذه المنطقة الناضحة بالجمال والاخضرار منهم الرومان والبيزنطيون والسلوقيون وغيرهم ممن وجدوا فيها مكانا ملائما للسكن والحياة بالقرب من نهر عُرف بعُنده وعصيانه لقوانين الطبيعة هو نهر العاصي…


هذه المدينة الأثرية تقع إلى الشمال من مدينة حماة وعلى بعد حوالي ٥٥كم حيث تم العثور فيها على لقىً أثرية تعود إلى العصور الحجرية ويحيط بها سبعة أبواب هي باب لاريسا، باب اللاذقية، باب انطاكيا، باب قنسرين، باب اثريا، باب تدمر وباب حماه ويبلغ طول السور المحيط بها ٦٣٠٠م يخترقها الشارع المستقيم من باب انطاكيا في الشمال إلى باب حماه في الجنوب والممتد بطول ١٨٥٠م وعرض ٣٧.٥ مع كامل الأروقة حيث يضم على جانبيه اهم المباني التاريخية كالمسرح الذي يقع في الجهة الغربية من المدينة خارج سورها ويعد مسرح أفاميا من أكبر المسارح في العصر الروماني ويعتقد أنه يعود للعصر السلوقي بالإضافة إلى الاغوار والكاتدرائية والقصر والعديد من الآثار المنتشرة في المكان وابرزها متحف أفاميا الأثري الذي كان يطلق عليه اسم الخان أو خان أفاميا وهو خان أثري يقع أسفل قلعة المضيق من الجنوب على ارتفاع ٢٢٦م عن سطح البحر وكان يُستخدم نُزلاً للحجاج والمسافرين وتأوي إليه القوافل التجارية قبل أن تواصل طريقها إلى باقي سوريا
أُنشىء هذا المتحف خلال الفترة مابين ١٥٢٠م و١٥٦٧وهو بناء ضخم تبلغ مساحته ٧٠٠٠م٢ ومخططه مربع الشكل تتوسطه باحة واسعة تحيط بها قاعات وغرف عديدة مبنية من الحجارة الكبيرة واسقفه قباب نصف اسطوانية


يعتبر من أهم متاحف الفسيفساء ويضم عشرات اللوحات وهي من نفائس الفسيفساء السوري  التي تشتهر فيه المنطقة عموما وافاميا خصوصا ومنها لوحة فيسفساء سقراط والحكماءالتي تعود لعام ٣٦٣م وفيها يبدو سقراط وقد أُشير اليه باسمه فوق رأسه رافعاً يده اليمنى بحركة تعليمية ونراه محاطاً بستة فلاسفة آخرين معروفين في التاريخ الاغريقي بالإضافة إلى المكتشفات الأثرية من مدينة أفاميا التي تدل على عظمة هذه المدينة حيث ينام التاريخ وتصحو الأسطورة.

اعداد: مجد حيدر