زيادة جرائم الكراهية ضد الآسيويين وتأصل الخطايا المتعلقة بحقوق الإنسان في الولايات المتحدة

زيادة جرائم الكراهية ضد الآسيويين وتأصل الخطايا المتعلقة بحقوق الإنسان في الولايات المتحدة
زيادة جرائم الكراهية ضد الآسيويين وتأصل الخطايا المتعلقة بحقوق الإنسان في الولايات المتحدة

انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي النار في الهشيم مقاطع فيديو وصورا لامرأة آسيوية (76 عاما) تبكي بشكل يدعو للشفقة وتظهر على عينيها آثار كدمات بعد اعتداء رجل أبيض في سان فرانسيسكو عليها، وكانت بمثابة صدمة للعالم بأسره.

وتعتبر هذه المرأة المسنة التي تغلبت بشجاعة على المعتدي حتى الآن، هي أخر ضحايا الموجة المتصاعدة من العنف وجرائم الكراهية ضد الآسيويين في الولايات المتحدة، والتي أصابت ملايين الأمريكيين من أصل آسيوي بصدمة وأغرقتهم في خوف متزايد. ففي وقت سابق من هذا الشهر، قتل مسلح أبيض البشرة، ستة أمريكيين من أصل آسيوي بالرصاص في أطلنطا بولاية جورجيا، بدم بارد.

وبينما تعرب شعوب العالم عن تعاطفها مع هؤلاء الضحايا وسخطها على الجناة، فإنها تتساءل أيضا لماذا تعاني الولايات المتحدة، الدولة المعروفة بأمة المهاجرين، من موجات عنف وكراهية ضد الأجانب؟

ولم يكن من المستغرب أن تشتهر الدولة التي بناها المهاجرون والتي لديها تاريخ قصير حافل بتقليد عنصري، بالتمييز العنصري. فبداية من قتل الهنود الأصليين بموافقة الدولة والسياسات شديدة التعسف ضد العبيد الأفارقة والعمال الصينيين، وحتى قانون الاستبعاد الصيني وقانون الهجرة لعام 1924، تمتلك الولايات المتحدة سجلا طويلا مؤسفا من سوء معاملة الأقليات.

ومع مرور الوقت أصبح هذا التقليد العنصري أكثر تطرفا وعنفا. فعندما تظهر المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية، تكون الأقليات القومية هي دائما كبش الفداء. هذه هي أيضا قضية جائحة فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، التي أثرت على أكثر من 30 مليون شخص في الدولة الأكثر تقدما في العالم.

وقد تلاعب معدومو الضمير من السياسيين ووسائل الإعلام في واشنطن بخطابات ومشاعر العنصرية بشكل واضح، عن طريق ربط مسببات المرض المميتة بمجموعات عرقية محددة، بهدف التستر على عدم كفاءة البلاد في محاربة الجائحة وإلقاء اللوم على آخرين، ما أدى إلى زيادة العنف والكراهية ضد الأمريكيين من أصل آسيوي.

وتلقت منظمة (أوقفوا كراهية الأمريكيين من أصل آسيوي ومن جزر المحيط الهادئ )(أيه أيه بي أي)، وهي منظمة اجتماعية غير ربحية ترصد حوادث العنف ضد الأمريكيين من أصل آسيوي وسكان جزر المحيط الهادئ، والتي تتخذ من كاليفورنيا مقرا لها، حوالي 3800 تقرير عن اعتداءات أو الإساءة لأشخاص من أصل آسيوي في الفترة من مارس 2020 وحتى فبراير 2021، بحسب المنظمة.

ووصف إريكا لي ، وهو مؤرخ ومؤلف كتاب “أمريكا للأمريكيين”، الأعمال العنصرية والعنيفة التي يواجهها الأمريكيون من أصل آسيوي ومجتعات المحيط الهادئ بأنها “مأساة وطنية ممنهجة”.

والسبب وراء هذه المأساة هو الاعتقاد المتأصل بسيادة البيض والقائم منذ فترة طويلة في المجتمع الأمريكي، وهو الاعتقاد بأن أصحاب البشرة البيضاء يمثلون جنسا متفوقا ويجب أن يسيطروا على المجتمع. هذا التعصب المتطرف حصل على قوة دافعة جديدة خلال السنوات القليلة الماضية من الاستقطاب المكثف في السياسات الأمريكية .

وفي 2020، زاد توزيع الدعاية المؤيدة لسيادة البيض في الولايات المتحدة ضعفين تقريبا عن العام السابق له، حيث تم تسجيل 5125 حادثا عنصريا ورسائل مناهضة للسامية ورسائل كراهية أخرى، وفقا لرابطة مكافحة التشهير،وهى منظمة مناهضة للكراهية تتخذ من نيويورك مقر لها.

ومن المؤسف أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة كانت متسامحة وغير حساسة تجاه هذه المشاكل، تاركة هذه المأساة الوطنية الممنهجة تحرم الأقليات العرقية من حقوقها الأساسية في توزيع الثروات والتوظيف والرعاية الصحية والتعليم والمشاركة السياسية.

في الحقيقة، إن العنصرية المدمرة ليست سوى غيض من فيض عبث الولايات المتحدة بحماية حقوق الإنسان. وقد أصدر المكتب الإعلامي التابع لمجلس الدولة الصيني أمس الأربعاء، تقريرا حول انتهاكات حقوق الانسان في الولايات المتحدة في 2020، يرسم الصورة الكاملة لوضع حقوق الإنسان الفوضوي في البلاد.

وإلى جانب العنصرية الشاملة والمنهجية والمستمرة، كشف التقرير أيضا عدم كفاءة واشنطن في احتواء جائحة كوفيد-19 والاضطراب الديمقراطي في الولايات المتحدة والاضطراب الاجتماعي المستمر والاستقطاب المستمر بين الأغنياء والفقراء وانتهاك الولايات المتحدة للقوانين الدولية الذي أدى إلى كوارث انسانية في أنحاء العالم.

ومن المحتمل أن تتخذ الحكومة الأمريكية بعض التدابير الشكلية تحت الضغط المتزايد الذي تفرضه الاحتجاجات المنتشرة في أنحاء البلاد ضد كراهية الآسيويين . ولكن هناك شيئا واحدا واضحا هو: أنه من دون إصلاحات شاملة وموقف جاد، ليس بمقدور العم سام إلا بعناء تنظيف الفوضى في حماية حقوق الإنسان، ناهيك عن أن تصبح بلاده منارة.

شينخوا