الزراعه أمل وعمل

للكلمات القدره على التدمير والشفاء، وقدتكون قادرة على تغيير العالم.
بنوره الداخلي وبنور علمه وبنور تجربته، اطل الدكتور نور الدين منى وزير الزراعة سابقا علينا في محاضرة حوارية نوعية، أعادت لجميع الحاضرين الأمل، وكأنه أراد أن يقول لكل شخص أن رحلة حياته لا تخصه وحده، ووقتنا لن يضيع إذا ما استخدمنا خبراتنا بحكمة…. وانه لايمكن لأحد أن يدعمنا إن لم ندعم انفسنا، وأن هذا الأمر لن يكون قطعا بالنيابة، عندها فقط سيحترمنا الآخرين، وما الصمت عن الأمور المهمة إلا بداية النهاية فكيف الحال ونحن نمر بأيام جد عصيبة؟ موضحا فكرة هامة انه كلما زاد عدد الأمور التي نقوم بتأجيلها، تراكمت وسببت القلق ولن يكون بمقدورنا التحكم بها.


اللقاء كان في المركز الثقافي في ابو رمانة بدعوة من جمعية العلوم الاقتصادية.
البحث تناول واقع الإقتصاد الزراعي السوري بين الواقع والامكانيات ومنعكساتها على الأمن الغذائي، ابتدأ الدكتور منى كلامه بجملة الحقائق العلمية والطبيعيه والسياسية(البيئة الطبيعية بتنوعها_ المياهالغاباتالحراجالموارد البشرية) إضافة إلى حقيقة هامة وهي الرغبة والارادة السياسية من السيد رئيس الجمهورية الذي أكد في خطابه الأخير أمام مجلس الشعب أن: القطاع الأهم هو الزراعة، فهو الاقدر على دعم دورة الإقتصاد بحكم دوره في مجتمعنا واقتصادنا منذ الأزل، لكن دوره تأثر سلبا بميل الكثيرين لاقتصاد الخدمات الذي نما على حساب الإقتصاد الزراعي، وهذا الأمر انعكس سلبا ايضا تحت ظروف الحصار( الحربالجفافسوء الإدارة وبالتالي انخفاض حصة القطاع الزراعي من الناتج المحلي اكثر من ثمانين بالمئة، فتراجع الإنتاج وارتفعت الأسعار وقد أصيب هذا القطاع بشبه شلل بعد (حرق المحاصيل وتدمير البنى التحتية ناهيك عن ارتفاع أسعار المحروقات، ولاننسى بالتأكيد خروج مساحات كبيرة من الأراضي خارج الإستثمار وارتفاع تكاليف الإنتاج الذي عززه ضعف الأداء الوزاري تجاه قضايا رئيسة:(الفساد الكبير في مواضيع البذار الأدوية _ الاسمدة_ إهمال القطاع الزراعي من الرعاية الواجب تقديمها لصالح قطاع الخدمات وهذا كان خطأ استراتيجيا لأن الزراعة: ١اساس المادة الخام لكثير من المنتجات الزراعية الصناعية
٢اساس الأمن الغذائي في الواقع نقاط كثيرة ودقيقة تناولها البحث تجدونها كاملة منشورة في الموقع غير أن ما أكد عليه الدكتور منى اثناء الحوار هو الحل، نعم علينا ألا نحمل اخطائنا نحو المستقبل ولذلك نحن بحاجة جميعا إلى القدوة…. مذكرا بقول القائد الخالد حافظ الأسد (خذوا المحصول من الفلاح ولوكان ترابا) وبقول السبد الرئيس بشار الأسد :إن الفلاح هو الشخصية المرتبطة بالأرض وهو يستحق التكريم لأنه المنتج الحقيقي للغذاء… قد يكون من المؤسف أن ينتهي تخطيطنا للأمور الهامةبخيبة أمل، لكن من الجميل ألا نفقد الأمل وان نقتنع أن الاحتمالات لانهاية لها….. لأنه يرى(الدكتور منى) أن الوطن اجمل قصيدةشعر في ديوان الكون، وأن بلادنا جميلة لكن الصعوبات والفوضى جزء لايتجزآ من الحياة، لكنها تحمل بعض الهبات ايضا، لذا يجب التعلم منها بدلا من أن تسيطر علينا ونحن نغوص داخل هذه الفوضى……. هكذا هم الأشخاص العظماء يجعلونك تشعر انك قادر على فعل شيء دائماً، هكذا بدا الدكتور نور الدين منى ولم يكن كلامه نثرا غوغائياً او مملاً بل كان علميا واقعيا، حيث بين كيف لنا أن نبحث عن المخارج الصحيحه، كأن توكل المهام للمتخصصين وان توضع كل الطاقات في مكانها اللازم، وايا تكن الأهداف فبدون مواصلة العمل لايمكن أن نحقق ما نتمناه ابدا……. علينا ان نتوقف عن التأجيل لإحداث الفارق، فكلما زاد عدد الأمور التي نقوم بتأجيلها تراكمت وسببت القلق، ولم نعد نتحكم بها(إدارة الوقت وتحديد المهام والاولويات…..) من غير الممكن الاسهاب أكثر فالمحاضرة كانت مشروعا كاملاً يكتب عنه ابحاث.. هذا هو الدكتور منى شخصا يفيض علما وحبا، شخصا قضى هذا الجزء من رحلته العلمية بالتفكير والعمل حتى وجدنا انفسنا جميعا أمام قامة استثنائيةتقدم التجربة، وتواصل التعلم
شخصاً غير ناكر لمن ارشده، لكن رغبته في صب هذا العلم وهذه المعرفة خدمة لبلده اسدلت السحر كله على شخصه، لأنه اعتبر ان علمه لايخصه وحده……..

كتابة : سناء زعير