انطلقت اليوم في ساحة الدلبة بمشتى الحلو في محافظة طرطوس فعاليات ملتقى الدلبة الثامن للثقافة والفنون الذي تنظمه فعاليات اقتصادية وأهلية واغترابية من أبناء المشتى تحت عنوان “للناس.. للحياة”.
وتضمنت فعاليات اليوم الأول افتتاح ملتقيي النحت والرسم بمشاركة 7 نحاتين وخمسة رسامين يستخدمون خامات متعددة منها الخشب والطين والحجر والرسم على الجدران ضمن مشروع “نحو بلدة أجمل” لإزالة التشوه عن جدران المنطقة.
وبين المشرف العام على الملتقى المحامي وائل صباغ أن أهالي المشتى اعتادوا لقاء ضيوفهم في المهرجان تحت الدلبة هذه الشجرة المعمرة التي يحمل المهرجان اسمها وترمز للحب والحياة والأمل والولادة من جديد مؤكدا أنهم مستمرون بإقامة المهرجان بالرغم من كل الظروف.
أما جديد المهرجان للعام الحالي فهو حسب صباغ المزج بين المواد أثناء العمل عن طريق الكرتون والخشب والأسلاك المعدنية والمواد اللاصقة موضحاً أن الجوز هو الخشب المستخدم إضافة إلى الحجر النهري في عمليات النحت على الخشب والحجر.
المنظمون لهذا العام اختاروا مجموعة من الشباب والشابات من الخريجين الجدد للمشاركة بالملتقيات الفنية حسب ما أكده النحات علاء محمد المشرف الفني على المهرجان موضحا أن الملتقى اعتاد تقديم أعمال جديدة تسهم في استمرار التواصل مع أبناء المشتى وتحسين ذائقتهم البصرية والتفاعل بينهم وبين عدد أكبر من الفنانين والمثقفين من مختلف المحافظات وهو ما يضفي برأيه لمسة إيجابية في النظرة للحياة وسط كل الظروف.
الأعمال التي سيتم تنفيذها سيوزع البعض منها في الساحات العامة بالمشتى كما العادة حسب محمد إضافة إلى عرض قسم منها ضمن المعرض الخاص بالملتقى الموجود في مبناه الخاص به.
ومن الفنانين المشاركين تحدثت الفنانة رهف علوم التي تشارك لأول مرة بالملتقى أن حضورها بهذا المكان أعطاها شعورا بالطاقة الإيجابية منوهة بالجو العام في المشتى التي يقدم أبناءها طواعية كل ما يستطيعون في سبيل تحسين صورة بلدتهم مبينة أن تجربتها الجديدة تمزج بين القماش والأسلاك المعدنية والخشب ستقدم من خلالها حالة الخوف التي يعيشها الإنسان وبحثه عن الاستقرار الممزوج بالقلق من أي خطوة جديدة.
وعلى الرغم من أنها المشاركة الثالثة له في الملتقى إلا أن النحات يامن يوسف يرى بكل مرة تجديداً فيها منوها بأهمية اللقاءات التي تجمعه مع الفنانين من مختلف المدارس في المهرجان إغناء لتجربته وتجارب زملائه.
بدورها الفنانة ربا الكنج المشاركة للمرة الثانية في الملتقى ستقدم بورتريه يعتمد على دمج مادتي الخشب وعجينة الورق كتجربة جديدة لها تؤكد رغبتها الدائمة بالمشاركة للقاء أهالي المشتى وزيارة هذا المكان الذي يشكل متنفساً للفنانين في ظل ظروف الحجر التي فرضها وباء كورونا.
وتستمر في الملتقى فعاليات ورشة الرسم على الجدران لإزالة التشوه عن جدران المنطقة التي يشرف عليها الفنان سامر إسماعيل منذ ثلاث سنوات وتحمل اسم “نحو مدينة أفضل” وتقوم على الرسم بالهواء الطلق حيث أوضح إسماعيل أن الملتقى بمثابة الفضاء الذي يمكن الفنانين من الاحتكاك والتواصل والتعرف على تجارب مختلفة واصفا إياه بمشروع بقعة ضوء في الرماد.
يذكر أن الملتقى يستمر حتى يوم الخميس القادم ويتضمن فعاليات صباحية ومسائية ومنها توقيع المجموعة القصصية الثالثة للكاتبة سلوى زكزك بعنوان “يوم لبست وجه خالتي الغريبة”.
سانا