رشيد بقدونس من مؤسسي مجمع اللغة العربية بدمشق وثائر بوجه الاحتلالين العثماني والفرنسي

رشيد بقدونس أحد مؤسسي مجمع اللغة العربية في دمشق ومن كبار الشخصيات المقاومة التي ناهضت الاحتلالين العثماني والفرنسي جامعاً مجد العلم وعظمة المقاومة.

وتوثيقاً لحياة هذا المناضل والمثقف نشرت مؤسسة تاريخ دمشق على صفحات موقع ويكيبديا العالمية سيرته الذاتية موثقة بالصور وبالمعلومة مبينة أنه من مواليد حي الصالحية بمدينة دمشق عام 1875 وشارك سنة 1913 مجموعة من المواطنين السوريين بتأسيس جمعية العهد التي نادت باستقلال البلاد العربية عن الاحتلال العثماني وسعت إلى نشر الوعي القومي بين الشباب العربي حتى ذاع سر نشاطها فقامت سلطات الاحتلال العثماني بحلها.

رشيد الذي وقف على جرائم الاحتلال العثماني ومحاربته العرب ونشره الفتن إبان خدمته العسكرية انضم سنة 1916 إلى قوات الشريف حسين ضد جيش الاحتلال العثماني ولدى خروج الأخير من سورية عمل في ديوان الشورى الحلبي بحكومة الملك الفيصل كما شارك في تنظيم الجيش السوري الفتي وتدريبه وأسهم في ترجمة العديد من الكتب العسكرية إلى العربية منها تعليم المشاة وإيضاح المبهمات وكتاب الأسلحة والفروسية وجدول الرمي المدفعي كما عمل ضمن الهيئة التدريسية لمدرسة مكتب عنبر لمادة التاريخ.

شارك بقدونس مع العلامة محمد كرد علي في تأسيس مجمع اللغة العربية سنة 1919 فترأس لجنة المصطلحات العلمية التي ضمت أعضاء من المجمع ومن الجامعة السورية وجامعة بغداد.

وبعد معركة ميسلون واحتلال دمشق من جيش الجنرال غورو اعتزل رشيد بقدونس الحياة العسكرية وتفرغ لمقارعة المستعمرين الفرنسيين بفكره وقلمه مشاركاً القوى الوطنية في تنظيم تجمعاتها وفي المقاومة الوطنية حتى عام 1922 حيث غادر دمشق بعد صدور أمر عرفي باعتقاله مدة عشر سنوات بتهمة التحريض ضد سلطات الاحتلال الفرنسي.

وخلال إقامته خارج دمشق عمل بقدونس في مهنة التعليم بمدارس السلط في الأردن وحيفا في فلسطين لمادتي التاريخ والحضارة العربيين حتى عاد إلى دمشق عام 1928 وتوفي فيها عن عمر لم يتجاوز 68 عاماً سنة 1943.

ومن أهم مؤلفات بقدونس إضافة إلى الأعمال العسكرية المترجمة التاريخ العام والتاريخ القديم وكتاب تاريخ القرون الوسطى وتاريخ القرون الأخيرة وترك مخطوطات لم تنشر منها تاريخ الكنيسة ترجمة عن اليونانية وآثار العرب والطب عند العرب.

وأتقن بقدونس اللغات التركية والفرنسية واليونانية والفارسية إتقاناً تاما وله مؤلفات باللغة اليونانية بيد أن اندلاع الحرب العالمية الثانية ووفاته حالاً دون صدورها كما كانت له يد بيضاء في العديد من الجمعيات الأهلية والخيرية.

سانا