السوريون يدلون بدلوهم في الانتخابات التشريعية الثالثة

السوريون يدلون بدلوهم في الانتخابات التشريعية الثالثة
السوريون يدلون بدلوهم في الانتخابات التشريعية الثالثة

هل ما يحصل في سوريا يعني استمرارية الأزمة؟ أم أن المؤشرات الحقيقية مُغيبة ولا يُحكى إلا عن سلبيات الواقع الاقتصادي الذي تمنى المراهنون أن يُفقِدَ السوريين الأمل في العودة إلى وضعهم السابق؟! في الواقع إن الاقتصاد السوري وما يعانيه نتيجة المحاولات التي لا تتوقف بهدف تفريغ البلد من العملات الأجنبية بالاعتماد على أساليب مختلفة.. أهمها أسلوب المضاربة على سعر صرف الليرة، إضافة إلى سوء الأوضاع الاقتصادية في الدول المجاورة مثل العراق والأردن ولبنان.. (لضرب سوريا طبعاً). الحكومة السورية تعمل بشكل حثيث، وخاصة مع إيران، معتمدة على مبدأ المقايضة مُشرعة قانون استثمار جديد مرن يقال إنه سيكون من أفضل قوانين الاستثمار في العالم، وهو ما أكده قبل أيام وزير الاقتصاد السوري، نظراً لما يحظى به من امتيازات خاصة للمشاريع ذات الأولوية، فسوريا بقيت تعتمد على ذاتها خلال الظروف الصعبة لتسع سنوات مضت من خلال تنشيط الزراعة والصناعة. وها هي اليوم تستدرك الصعوبات التي يعيشها المواطن السوري، وتفتتح الأسواق الشعبية التي تلغي دور الوسيط التجاري بين الفلاح والمستهلك، وللعلم إن سوريا لم تستورد إلا القليل من مادتي البطاطا والقمح ولفترة وجيزة. جميع القطاعات تضررت، نعم، لكن المذهل هو السرعة في تفعيل منشآت مختلفة لسدِ حاجة السوق، وفي كل القطاعات (أدوية، تعليم، مستلزمات زراعية ودواجن.. وغيرها). بالرغم من بؤرة الفساد الكبيرة التي أعلنت عنها الحكومة ويتم التعاطي معها اليوم، بعيداً عن الضجيج بشكل تكتيكي وذكي لحصد النتائج الإيجابية وليس البلبلة الإعلامية.. والكسب الاعلامي. اما الشمال الشرقي السوري فللحكومة السورية موقف لا يقبل النقاش، مهما اختلفت المسميات وعُقدت الاجتماعات وتُليت البيانات فالخيار واحد، وهو استعادة جميع الأراضي السورية، وما تفعله تركيا من فَرض عملتها وتدريس مناهجها في بعض المناطق مجرد مغامرة خاسرة وعمرها لن يطول، فليس هذا من تعاليم الاسلام احتلال دول المسلمين. أما حديث الشارع السوري لمن يترقبه عن كثب فسوف يشعر ربما للوهلة الأولى بالغرابة. كُثرٌ هم الذين يظنون أن قانون قيصر وتداعياته قد جعلت المواطن السوري رهين التفكير بلقمة العيش ورغيف الخبز.. والواقع إن السوري يعاني ويعاني ولكن المثير للدهشة أن الحديث الدائر بين الناس هو عن الانتخابات البرلمانية التي يُصرّ السوريون على المشاركة فيها رغم أن للبعض رأياً آخر يقول: إن أعضاء مجلس الشعب السوري السابق لم يقدموا لنا شيئا خلال السنوات الأخيرة.. لأن التراجع يعني خسارة تسع سنوات من الصمود قدم خلالها الشعب السوري الغالي والنفيس .. والسوري يعزي نفسه بأن من يقاتل حتى الآن في الشمال الشرقي من البلاد لا يصلهُ إلا القليل من الغذاء، ولا يضير إن صبروا، ذلك وسط دأب الحكومة السورية وعملها على الحد من الغلاء وتخفيف وطأة الضغوط الخارجية اللاإنسانية. فلا بُدّ للحق ان ينتصر ولا يمكن للباطل إلا أن يُزهق.

فخري هاشم السيد رجب – كاتب كويتي