“السياسة تتجاوز العلم” وتضع مكافحة الوباء بالولايات المتحدة في مأزق كبير!!

"السياسة تتجاوز العلم" وتضع مكافحة الوباء بالولايات المتحدة في مأزق كبير!!

أجرى الأستاذ بمعهد شرق آسيا التابع للجامعة الوطنية السنغافورية الدكتور تشنغ يونغ نيان، في مقال نشر مؤخراً، تحليلاً معمقاً لتعامل دول الشرق والغرب الكبيرة المتباين مع الوباء، لافتاً إلى أن اتباع المسئولين الأمريكيين مبدأ “السياسة تتجاوز العلم” سبب رئيس لهزيمة واشنطن الكبيرة في مكافحة المرض.

كما أوضح تشنغ أن قصة مكافحة الوباء في الولايات المتحدة تدور حتى الآن حول السلطة الإدارية، حيث تجاهل الساسة الأمريكيون مرارًا، تحذيرات وكالة الاستخبارات، وخبراء الصحة العامة، ومنظمة الصحة العالمية والصين، ما أدى إلى تفشي الوباء والفشل في السيطرة عليه في نهاية المطاف.

وفي الوقت نفسه، جرى إسكات العلماء، وعلى سبيل المثال تعرض أنتوني فوتشي خبير الأمراض المعدية المعروف بلقب “قائد مكافحة الوباء” في الولايات المتحدة، للضغط والترهيب من كبار المسؤولين الأمريكيين والسياسيين اليمنيين بسبب التزامه بالوقاية العلمية من المرض.

وأرجع محللون هذا النهج من قبل الساسة الأمريكيين إلى قلقهم من تأثير أعمال الوقاية من الوباء الواسع على الاقتصاد والانتخابات، فمن أجل ضمان الأصوات الانتخابية، تجاهلوا دليلاً علمياً أعدته المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها حول كيفية إعادة فتح الأماكن العامة، في تجاهل تام لسلامة الجمهور، والدفع بقوة لإعادة تشغيل الاقتصاد.

وفي هذا الصدد، قال أنتوني فوتشي، في جلسة استماع بالكونغرس يوم 12 مايو، “إذا تجاهلت الولايات المبادئ التوجيهية للمراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن إعادة الفتح بسرعة سيكون خطأ فادحًا وقاتلًا”.

كما نشر موقع “يو إس إيه توداي”، يوم 12 مايو، مقالًا أكد فيه أن المسئولين الأمريكيين لا يمكنهم الفوز على عدو رهيب دون الاعتماد على العلم.

وعلى صعيد العلاقات الدولية، أصرت الإدارة الأمريكية على تسييس الوباء، متجاهلة الإجماع العلمي العالمي حول أصل الفيروس، مصرة على مجيئه من مختبر صيني، وكل ذلك من أجل التغطية على أدائها الضعيف في الوقاية من الوباء.

كما تدخلت بشكل صارخ لعرقلة مشاريع البحث العلمي العادية بين الصين والولايات المتحدة والتعاون العالمي في مكافحة الوباء، حيث أعلن المعهد الوطني الأمريكي للصحة مؤخرًا إنهاء مشروع بحث تعاوني حول مخاطر فيروسات كورونا القادمة عن الخفافيش، الذي كانت تجريه منظمة “تحالف إكو هيلث” غير الربحية ومعهد ووهان للفيروسات، وسحب جميع الأموال المخصصة للبحث.

وأشار خبراء إلى أن هذه الخطوة تشكل أسوأ مثال على “تدخل السياسة في العلم”، ما يظهر أن حكومة الولايات المتحدة تعرقل الأبحاث العلمية الجادة، من أجل مصالح سياسية رخيصة.

ويرى الدكتور تشنغ يونغ نيان أنه “إذا تجاوزت السياسة العلوم، فسيكون من الصعب إيجاد طريقة أكثر فعالية لإنقاذ حياة الناس”، مبيناً أن تصرفات الساسة الأمريكيين تضع مكافحة الوباء بالولايات المتحدة في مأزق كبير.

وبالنهاية نقول، عندما تلعب أنانية السلطة وغطرستها بحياة الناس وسلامتهم، في مجتمع فخور بـ “الحرية والديمقراطية”،فمن الطبيعي أن يقود هذا إلى مأساة كبيرة للشعب الأمريكي.

وسائل إعلام صينية