الثقافة الصينية التقليدية ومكافحة وباء كورونا المستجد

الثقافة الصينية التقليدية ومكافحة وباء كورونا المستجد
الثقافة الصينية التقليدية ومكافحة وباء كورونا المستجد

“شوارع ووهان فارغة، لكنني أرى أُناساً خلف كل شباك يتعاونون مع الحكومة في مواجهة الوباء، لقد أظهرت الصين قدرة هائلة على العمل الجماعي والتعاون المشترك”..

هكذا قال بروس إلوارد كبير مستشاري المدير العام لمنظمة الصحة العالمية بعد جولة تفقدية في الصين، في أواخر فبراير الماضي.

إن الصينيين عندما يواجهون الأزمات، يغلبون المصلحة العامة على المصالح الشخصية، ويتبادلون الدعم والمساعدة فيما بينهم، وتجلت هذه الثقافة التقليدية بشكل واضح في المعركة ضد وباء كورونا المستجد.

وقد أدرك المجتمع الدولي بعد متابعة استمرت أكثر من ثلاثة أشهر للجهود الصينية في مواجهة الوباء، أن سرعة الصين وحجمها وفاعليتها وغيرها من مزايا النظام الاشتراكي هي العنصر الرئيسي لانتصارها على الوباء، لكن الحقيقة أن هذه المزايا ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالثقافة التقليدية الصينية، التي يبلغ عمرها أكثر من خمسة آلاف سنة، ومن أهم أفكارها وضع الإنسان في المقام الأول، وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ قد تكلم عن هذه الفكرة في خطاباته مراراً، ما جسد تمسك الحزب الحاكم في الصين بمبدأ خدمة مصالح الشعب.

وعلى خلفية تفشي كوفيد ١٩ في النطاق العالمي، أكد الرئيس شي في عدة مناسبات على أهمية وضع الأمن الصحي للجمهور في المقام الأول، حيث شدد خلال زيارته التفقدية الأخيرة إلى مقاطعة هوبي على ضرورة تقوية النظام الشامل في ضمان أمن الشعب وصحته.

وحتى يوم ١٧ إبريل الذي شهد تراجعاً ملحوظاً في عدد الإصابات الخطيرة في ووهان، كان الرئيس شي لا يزال يؤكد على ضرورة مواصلة بذل جهود دؤوبة في مكافحة كوفيد ١٩ وعلاج المصابين.

وحسب آخر الإحصاءات، فقد نفذت الحكومة الصينية سلسلة من التدابير التي تقدم العلاجات لكل الفئات العمرية بغض النظر عن الأحوال الاقتصادية للمرضى، والتي شملت إرسال المصابين ذوي الحالات الخطيرة إلى المستشفيات عالية المستوى، وعلاج المصابين المسنين على قدر الاستطاعة، وتوفير الدعم المالي للمصابين من المدفوعات الحكومية، في إجراءات لا مثيل لها في الدول العالم.

وقد أكد السفير الصيني لدى الولايات المتحدة تسوي تيان كاي، مؤخرا، أن من أهم الإجراءات الصينية لمكافحة كوفيد ١٩ وضع أمن الشعب الصحي في المقام الأول، خاصة تقديم كل المساعدات الممكنة لذوي الدخل المحدود والمسنين مهما كانت التكاليف باهظة، ما جعل الحزب الحاكم يلاقي المزيد من الدعم والثقة من قبل الجمهور الصيني.

وأشار بعض المحللين السياسيين إلى أن انتصار الصين على الوباء خلال وقت قصير اعتمد على الوطنية وروح التقديم والتضحية للشعب الصيني، بالإضافة إلى اهتمام الحزب الحاكم بشعبه، واتخاذ إجراءات علمية ودقيقة وقوية للوقاية من الوباء والسيطرة عليه

ومن أجل احتواء تفشي الفيروس،بدأت في مدينة ووهان، منذ الـ23 من يناير الماضي، عملية العزل الصحي العامة التي تعتبر الأكبر نطاقاً في التاريخ البشري، وتحمل مواطنو ووهان وبقوا في بيوتهم لإنجاح سياسة العزل، وفي الوقت نفسه توجه أكثر من 42 ألف عامل طبي إلى مقاطعة هوبي ومدينة ووهان للمساعدة، وضحى بعضهم بأرواحهم، ويرى أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن تضحية الشعب الصيني للوقاية من الوباء والسيطرة عليه مساهمة بالغة الأهمية للبشرية

وتؤكد الثقافة التقليدية الصينية الممتازة أن “الناس في جميع أنحاء العالم إخوة وأخوات”، وهذا يتوافق بالطبع مع مفهوم “مجتمع المصير المشترك للبشرية” الذي طرحه الرئيس شي جين بينغ، وهو أيضاً الهدف القيمي للنظام العالمي العادل والمعقول الذي تسعى إليه البشرية

وفي عملية الوقاية من الوباء ومكافحته، تعد المساعدات المتبادلة بين الصين والدول الأخرى مثيرة للإعجاب، حيث جعلت الناس أكثر إدراكًا لمفهوم “مجتمع المصير المشترك للبشرية”، كما عممت وعظمت الثقافة الصينية التقليدية الممتازة

إن الثقافة التقليدية الممتازة هي أساس الميراث والتنمية للبلد والأمة”، وفي المستقبل، سيكون المواطنون الصينيون البالغ عددهم 1.4 مليار شخص، الذين ينتمون إلى هذه الثقافة التقليدية الممتازة، لديهم ثقة أكبر في تنمية البلاد والأمة، ولديهم قوة أعظم للمضي قدماً بحزم في عصر يسوده عدم اليقين، والسعي لتحقيق أهداف التنمية المحددة، والإسهام بالحكمة الصينية في بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية.

وسائل إعلام صينية