تحتاج مكافحة وباء الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد إلى التضامن الدولي، لكن بعض السياسيين الأمريكيين استخدموا هذا الفيروس لتشويه سمعة الصين وكسب رأس المال السياسي، ويُعتبر تسييس الفيروس والتهرب من المسؤولية وتبييض الصورة الذاتية هي القواعد الذهبية الثلاثة التي يتبعها السياسيون في إعادة رواية الفيروس من أجل مصالحهم الخاصة.
تسييس الفيروس
وتجاهل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحذيرات العلماء وحاول تقليل تأثير الوباء ، كما وصف الفيروس بأنه “احتيال” من الحزب الديمقراطي.
وقال ترامب ذات مرة إن الأمريكيين لم يموتوا بسبب الفيروس، وقد استخدم الوباء لشن الهجمات ضد خصومه أثناء اتهامه للحزب الديمقراطي بتسييس الوباء، قائلاً إن سياسة الحدود المفتوحة للحزب الديمقراطي تشكل تهديدًا مباشرًا لصحة ورفاهية جميع الأمريكيين.
ورددت ذلك وسائل الإعلام التي تدعم ترامب على الفور، وعملت أولا على تضليل الجمهور، قائلة إن خطر فيروس كورونا الجديد لا يتجاوز الإنفلونزا الموسمية.
التهرب من المسؤولية
ومع تفاقم أوضاع الوباء ، بدأت إدارة ترامب بالتغطية على أخطائها في مكافحة الوباء.
وعلى الرغم من أن الخبراء العالميين لا يزالون يتتبعون مصدر الفيروس ، فقد استعار ترامب ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو اسم الفيروس مرارًا لوصم الصين.
وقد اعترفت المنظمات الدولية والحكومات بالإجراءات التي اتخذتها الصين لمكافحة الفيروس ، وقد لعبت إجراءات العزل الصارمة دورًا رئيسيًا في منع انتشار الفيروس ، كما توفر تجربة الصين في مكافحة الوباء مراجع لسياسات حكومات جميع الدول. قال بروس أيلوارد ، رئيس فريق الخبراء الذين نظمتهم منظمة الصحة العالمية بتفقد في الصين ، أن إجراءات الوقاية الاستباقية للوباء في الصين جنبت من اصابة مئات الآلاف من الصينيين بالفيروس. وقال نائب الأمين العام للأمم المتحدة مارك لوكوك إن الصين استجابت بشكل ممتاز في مكافحة فيروس كورونا الجديد.
ومع ذلك ، كانت الولايات المتحدة تحاول وتعمل على نقل مشكلتها المتمثلة في بطء اجراء الممارسة لمكافحة الفيروس إلى الصين.
تبييض الصورة الذاتية
مع انتشار فيروس كورونا الجديد في جميع أنحاء العالم ، بدأت الولايات المتحدة في وصف نفسها بأنها “أكبر انسانية” من أي وقت مضى.
وتظهر برقية وزارة الخارجية الأمريكية من موقع “ديلي بيست” الإخباري الأمريكي أن البيت الأبيض يحث المسؤولين الحكوميين على تبييض الإجراءات الأمريكية لمكافحة الوباء “بروح إنسانية استثنائية”.
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن وزارة الخارجية الأمريكية ما زالت تقوم بالكثير من العمل لتقييم الوضع داخل الصين وخارجها لمساعدة الدول المتضررة من الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد.
وقال ترامب أيضًا إن الولايات المتحدة قدمت مساعدة هائلة للصين وقامت بالكثير من العمل.
لكن أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قنغ شوانغ في هذا الصدد في مؤتمر صحفي دوري، حيث قال إنه حتي الآن، لم تتلق الصين أبدًا أموالاً ومساعدات من الحكومة الأمريكية.
وحاول بعض السياسيين الأمريكيين ووسائل الإعلام تناول قصة أخرى في العالم وإعادة صياغة رواية الوباء، فيجب على العالم التضامن والتعاون واحترام الحقائق لمواجهة الأوبئة في العالم
إذاعة الصين الدولية
