في بداية عام 2020، بدأت جائحة كورونا المستجد تجتاح العالم.
عندما تفشي الوباء في الصين، أسرعت العديد من دول الشرق الأوسط إلى تقديم المساعدة تعبيرا عن تضامنها معها. ثم حينما بدأ الوباء ينتشر في الشرق الأوسط، بادرت الصين بتقديم المساعدة الفورية بكل أنواعها إلى دول المنطقة.
تظهر الصداقة وقت الضيق والشدة. قال الرئيس الصيني شي جين بينغ: عندما كنا في أصعب الأوقات، قدم العديد من أعضاء المجتمع الدولي المساعدة والدعم الصادقين للصين، هذه الصداقة سنتذكرها دائما ونعتز بها. الصين تلتزم بفكرة مجتمع المصير المشترك للبشرية وهي مستعدة لتقديم المساعدة قدر المستطاع للدول الأخرى.
ها هي الصين الآن ترد الجميل بالجميل من خلال تقديم المساعدة الكبيرة للدول الشرق الأوسطية في مكافحة جائحة كورونا المستجد.
الخبراء الطبيون الصينيون في الخطوط الأمامية لمحاربة كورونا بدول الشرق الأوسط
سجلت إيران في التاسع عشر من فبراير الماضي حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد كانت الأولى في منطقة الشرق الأولى. بعد ذلك بعشرة أيام فقط، أرسلت الحكومة الصينية فريقا من الخبراء الطبيين إلى طهران للمساعدة في مواجهة الوباء. بمجرد وصوله إلى طهران، بدأ الفريق الطبي الصيني العمل، حيث تبادل المعلومات والآراء مع الإدارات والمنظمات الصحية المحلية وقام بجولات ميدانية في المستشفيات المخصصة لعلاج مرضى كورونا المستجد وأطلع نظرائهم الإيرانيين على الخبرات الصينية وأحدث نسخة لدليل التشخيص والعلاج الصيني، في حين بدأت إيران تستخدم مجموعات اختبار الفيروس المقدمة من الصين.
في نفس الوقت وصل فريق آخر متكون من الخبراء المتطوعين من الجمعية الصينية للصليب الأحمر إلى بغداد العاصمة العراقية وتوجه الخبراء الصينيون إلى المقاطعات الجنوبية العراقية والمنطقة الكردية الذاتية الحكم وقاموا بتبادلات مع العاملين الطبيين المحليين وجها للوجه، وتحت اقترام خبراء الجانب الصيني نفذت العراق حظر التجول في مناطق عديدة فورا ومنع نشاطات جماعية بإطار كبير، وخلال أسبوعين فقط أقام فريق الخبراء الصيني مختبرا جديدا لفحص الحمض النووي اعتمادا على المعدات الطبية المجيئة من الصين مما زاد قدرة الفحص للعراق ليصل إلى ألف حالة مصابة بالالتهاب الرئوي الناتج عن فيروس كورونا الجديد يوميا.
وإضافة إلى إيران والعراق، وتلبية لدعوة من الحكومة السعودية وصل فريق خبراء صيني لمكافحة الالهاب الرئوي الناتج عن فيروس كورونا الجديد إلى الرياض يوم الأربعاء الماضي (15 إبريل) بالتوقيت المحلي وتمتع الخبراء الصينيون بخبراء مكافحة الوباء الصينية مع الجانب السعويد وقدموا الإرشاد والتدريب في مجال الوقاية والسيطرة والتشخيص.
الحكومة الصينية والأهالي تشارك في تقديم إمدادات المساعدة
إن الوباء لا يتميز القومية والمساعدة لا تتميز الحدود، بعد حدوث الوباء في منطقة الشرق الأوسط أُرسل إمدادات المساعدة الطبية من الصين إلى دول عديدة بالمنطقة.
بالإضافة إلى دفعات من إمدادات المساعدة من الحكومة الصينية إلى إيران والعراق وصلت إمدادات الوقاية من الوباء إلى كل من أفغانستان وسوريا والجزائر وتونس في الـ2 والـ15 من شهر الحالي، وبعد ذلك وصلت إمدادات المساعدة الصينية إلى مصر ولبنان يوم الخميس الماضي (16 إبريل).
وبالإضافة إلى المساعدة من الحكومة الصينية، قدمت الوحدات والهيئات الصينية على مختلف المستويات والمؤسسات والجماهير العادية مساهماتهم لمكافحة الوباء بالشرق الأوسط، حيث تبرعت حكومة مدينة شانغهاي الصينية وحكومة مقاطعة قويتشو جنوب غربي الصين بسلع استهلاكية طبية لإسطنبول ومنطقة الرباط المغربية، وقدم صندوق ما يون الخيري وشركة إنشاء السكك الحديدية الصينية وشركة البناء الصينية وغيرها من الهيئات والمؤسسات الصينية مساعدات للسودان والأردن والجزائر والكويت، وتبرع المغتربون الصينيون في الجزائر بأموال لشراء إمدادات وقائية من الوباء وشملت 10 آلاف صناديق الكشف عن الفيروسات و160 ألف قناع جراحي طبي لتقديم إلى جمعية الحلال الأحمر الجزائرية.
تنفيذ التعاون في مجال التكنولوجيا الطبية بنشاط وتقاسم تجربة الصين لمكافحة الوباء بالفيديو
منذ تفشي الوباء في الشرق الأوسط ، من أجل مساعدة البلدان على مكافحة الوباء بطريقة أكثر شمولاً وفي الوقت المناسب ، اعتمدت الصين على السفارات والقنصليات والمؤسسات في الخارج لتنظيم مؤتمرات بالفيديو مع خبراء الصحة من العديد من دول الشرق الأوسط والمنظمات الإقليمية.
في ال26 من مارس الماضي، عقدت الصين أول مؤتمر فيديو لخبراء الصحة حول وباء الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا المستجد مع دول في غرب آسيا وشمال إفريقيا. وشارك في المؤتمر عبر الإنترنت حوالي 200 شخص من 16 دولة في منطقة غرب آسيا وشمال إفريقيا مثل مصر والجزائر وفلسطين ولبنان والكويت وقطر ، بالإضافة إلى مسؤولين صحيين وخبراء من مجلس التعاون الخليجي. في ال9 من ابريل ، عقدت الصين وأمانة جامعة الدول العربية والدول الأعضاء في جامعة الدول العربية أول مؤتمر فيديو لخبراء الصحة لتبادل الخبرات في مكافحة الوباء. استمعت الأمين العام المساعد للشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية هيفاء ، ومسؤولون وخبراء صحيون من 14 دولة عضو في جامعة الدول العربية ، وممثلو منظمة الصحة العالمية في شرق البحر الأبيض المتوسط إلى التجارب والاقتراحات ذات الصلة من خبراء مكافحة الأمراض الصينيين.
وفي الوقت نفسه ، رتبت الصين خبراء طبيين لمكافحة الوباء وخبراء اقتصاديين لعقد مؤتمرات بالفيديو عن بعد مع مسؤولي إدارة الصحة والوقاية من الأوبئة في لبنان وتركيا والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لتبادل وعرض تجارب الصين في مكافحة وباء الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا المستجد واستئناف العمل والإنتاج في ضوء الظروف الوطنية المختلفة والقدرات المختلفة للوقاية من الوباء والسيطرة عليه في مختلف البلدان ، والإجابة بصبر على الأسئلة التي أثارها المشاركون ، وتقديم اقتراحات متباينة فعالة.
كلمات التحية مفعمة بالتعاطف والأخوة
لا تسعى الصين إلى تقديم المساعدات الممكنة إلى دول العالم فحسب، بل توصل تحيات البلاد حكومة وشعباً إلى شعوب البلدان المتضررة.
دليل على ذلك أن الحكومة الصينية اقتبست في كلماتها المكتوبة على صناديق المواد الطبية المقدمة لمصر قصيدة شعرية للشاعر أحمد شوقي ألفها للإخوة السوريين عام ١٩٣٢ قائلة “نصحت ونحن مختلفون داراً، ولكن كلنا في الهم شرق”، مما جسد الصداقة المتينة بين الشعبين الصيني والمصري.
“كل بني آدم إخوة” قصيدة شعرية من الشاعر الفارسي سعدي، وهي مطبوعة على عبوات كل دفعة من المواد الوقائية المقدمة لإيران، حيث تتكاتف أيدي الشعبين الصيني والإيراني في هذه الآونة الصعبة لمكافحة كوفيد ١٩، من شأنه دفع الصداقة الثنائية قدماً.
أما السفارة الصينية لدى السودان فقد كتبت القصيدة الصينية القديمة على صناديق المواد الطبية، التي تقول “الصداقة تمتد بين الجبال والأنهار، مهما كانت التقلبات المتتالية”، للتعبير عن عزم الصين على بذل جهود مشتركة مع السودان لاحتواء كوفيد ١٩.
وعلى صناديق المواد الطبية المقدمة لأفغانستان، كتبت الحكومة الصينية كل من القول الصيني المأثور “الصداقة الحقيقية لا ثمن لها” والقصيدة الأفغانية المشهورة “لا يعرف الصديق إلا في الشدائد”.
وعلى صناديق المواد الطبية المقدمة للبنان، كتبت الحكومة الصينية “من أجل مستقبل الجميع”، الأمر الذي جسد تمسك الصين بمفهوم المصير المشترك للبشرية.
رغم بعد المسافة بين الصين ودول الشرق الأوسط، إلا أن الخطوات المتخذة من قبل الصين تثبت على أن قلوب الشعب الصيني ترتبط مع قلوب شعوب دول الشرق الأوسط، وذلك عبر تضافر الجهود وتكاتف الأيدي لتحقيق النصر النهائي ضد كوفيد ١٩
إذاعة الصين الدولية