الأديبة لينا كيلاني تدعو إلى توظيف التراث السوري في قصص الأطفال

من يخوض غمار الكتابة للأطفال في ظل انتشار أدوات التكنولوجيا والمنصات التعليمية الرقمية تحتم عليه التمكن من أدواته لكون أدب الأطفال من الأجناس الادبية التي توصف بالسهل الممتنع ولها شروطها وأسسها ويجب على الكاتب الالتزام بها واتقان أدائها.

ولما كانت القصة هي الأقرب إلى قلب الطفل وعالمه فيتماهى مع شخوصها ويتوحد معها ويعتبرها حقيقة اعتمدت كمجال رحب لبث القيم والمعرفة والتجربة الحياتية ليتعلم منها الطفل ويكون تجربته الخاصة.

لكن هذا لن يحقق غايته بحسب أديبة الأطفال لينا كيلاني ما لم تكن لغة الخطاب من داخل قاموس الطفل اللغوي بحيث لا يجد نفسه أمام عائق مفردات غامضة لا يفهم معناها أو مغلقة لا يدرك مغزاها.

وأكدت كيلاني أن كتاب أدب الطفل مطالبون بتقديم أدب حقيقي له يمتعه ويغذي فكره ويشحذ خياله مبينة أن التراث السوري لايزال حياً بيننا وهو يعمل على بث القيم الأخلاقية والتربوية ما يتوجب على الكتاب الرجوع اليه والإفادة منه وجعله جسرا بين الأجيال.

وتؤكد كيلاني أهمية تحري الدقة والمهارة في استلهام نصوص التراث لتعريف الأطفال به إضافة إلى تناول بعض مضامينه برؤية معاصرة تتناسب وعصر التكنولوجيا دون افساد للرواية التراثية او لمسار النص الأصلي مع التركيز على عنصري التشويق والمفاجأة.

وفي زمن الحرب أوضحت كيلاني أنه يجب علينا ألا نكتفي بقصص التراث بل علينا أن نقدم لأطفالنا ما يتعلق بتراثنا القريب من نضالنا ضد الاستعمار ما يثير اهتمام الطفل ويؤكد القيم النضالية لديه حتى لو تناولنا الأحداث القائمة كما هي فنحن نوجه الطفل لأن يلتقط منها ما هو إيجابي بعيدا عن قساوة الواقع وآثاره السلبية على نفسية الطفل.

ويتسم أدب الطفل برأي كيلاني كجنس أدبي بملامح خاصة ويشترط لنجاحه ووصوله إلى جمهوره أن يتسم بالحبكة المتماسكة والأحداث المشوقة واللغة السليمة وجمالية النص إلى جانب روح المرح والابتعاد عن الوعظ المباشر وخطابية الحوار ومنطقية الأحداث في تصاعدها الدرامي ومراعاة المرحلة العمرية سواء كانت قصة أو شعرا أو نصا مسرحيا أو دراما تلفزيونية أو سينمائية أو نشيدا.

ويستدعي زمن الانترنت كما تجد كيلاني أساليب جديدة في الكتابة للطفل تساعده ليعبر عن نفسه دون خوف وسلوك طرائق تربوية ومناهج جذابة ومبهجة يستوعبها ويحبها لترسخ المعلومات في ذهنه إضافة إلى حاجتنا لتنوع الأفكار التي تولد الإبداع.

وختمت كيلاني بأهمية مشاركة الأطفال أنفسهم فيما يقدم إليهم وذلك ضمن استفتاءات أو استطلاعات ليتعرف الكاتب إلى مدى تقبل الأطفال لما يقدم إليهم فأطفال اليوم من وجهة نظرها ليسوا كأطفال الأمس.

سانا