رائحة التفاصيل لسليمان الصدي.. سيرة ذاتية ممزوجة بحب الوطن

تنتمي رواية رائحة التفاصيل التي صدرت مؤخرا للكاتب السوري المغترب الدكتور سليمان الصدي لأدب السيرة الذاتية في إطار رمزي ممزوج بحب الوطن ضمن أماكن وأحداث واقعية لترصد جانبا من الحرب الإرهابية على سورية ودور أنظمة خليجية وغربية في إشعالها وتأجيجها.

وتتألف الرواية على الصعيد الهيكلي من مجموعة أجزاء متراكبة تراكبا نسقيا ومعنونة بحسب تمدد الحدث الروائي وتمظهره في سياق واحد تقريبا رغم أنها تبدو أحيانا منقطعة عن بعضها وفي أحيان أخرى متداخلة ونامية تبدأ الرواية بالجزء الأول الموسوم “مملكة جزر النخيل” وهو يضم ستة عشر فصلا ويمثل الصورة التاريخية الأولى من حياة الراوي الذاتي عزام العبد الله الذي هو محور الحدث ومركز الفاعلية السردية وبعد أن تنتهي فصولها تغيب هذه المملكة كليا من الأحداث وتبقى كمكان معلق في ذاكرة الراوي.

الجزء الثاني من الرواية الموسوم سورية بفصليه يتناول فيه الراوي حكاية حبه لبلده واضطراره للسفر والعمل في “مملكة جزر النخيل” بصحبة أبيه القاسي الذي لا يقيم وزنا لشيء سوى جمع المال أما الجزء الثالث “الولايات المتحدة الأميركية” بفصوله الثلاثة فجاء موازيا للفصلين السابقين على مستوى السرد المكاني لتحتشد هذه الفصول بأحداث تدور على محور شخصية الراوي وتتفرع منه حكايات صغيرة تمتد بفضاء تحركات الشخصية الرئيسة وتنتج شخصيات ثانوية تسهم بخدمة شخصية الراوي.

أما الجزأين اللاحقين وهما على التتالي مارلا ثم أمل فإنهما يشتغلان على تفعيل الحس الأنثوي الذي شغل مساحة كبيرة وواسعة من الحادثة الروائية ففي حين شغلت مارلا سبعة فصول لا تخلو من إثارة أنثوية تؤول في نهاية الرواية إلى خاتمة مأساوية على أكثر من صعيد فإن “أمل” الحبيبة المضحية شغلت تسعة فصول شكلت مع موازيتها “مارلا” معادلا أنثويا له عمق في طبقة مهمة من الرواية.

الجزء الأخير من الرواية كان بعنوان “العودة” مكون من ثلاثة فصول غلب عليها الطابع الإنشائي الوجداني على صعيد التعبير والرؤية وعلى الرغم من سلسلة المفاجآت التي حصلت لشخصية الراوي إلا أن عنوان العودة إلى الوطن يفعل فعله على صعيد اقتراح مفهوم الانتماء والحب والشوق وغيرها لتهجر الشخصية مكان الغربة وتعود إلى الوطن الأم في تأكيد واضح ومباشر لمفهوم الوطنية وحب الوطن والدفاع عنه ضد كل قوى الشر والعدوان.

يذكر أن رواية رائحة التفاصيل صادرة عن دار كنانة للنشر أما مؤلفها فهو صحفي وشاعر سوري نائب نقيب الصحفيين العرب الأميركيين في لوس أنجلس كاليفورنيا وعضو في اللجنة العربية الأميركية للدفاع عن سورية صدر له كتاب أوراق الحياة.

سانا