(التحالف الأمريكي) يعترف بجرائمه في سورية والعراق ويزور في أعداد الضحايا

مجددا تحاول الولايات المتحدة الأمريكية التقليل من فظاعة مجازرها وجرائمها التي راح ضحيتها آلاف المدنيين جراء غارات طيران تحالفها الدولي المزعوم بحجة محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية والعراق حيث زعمت هذه المرة أن 1300 مدني فقط استشهدوا عن طريق الخطأ جراء قصف وتدمير مناطق وأحياء سكنية بالكامل منذ تشكيل هذا التحالف في العام 2014.

إحصائية مزورة وزعتها واشنطن على ماكيناتها الإعلامية في محاولة لذر الرماد في العيون والتعتيم على جرائمها عبر تقرير أصدرته هيئة أركان “التحالف” غير الشرعي أمس “بأن 1300 مدني قضوا من دون قصد” حسب زعمه في غارات شنها في سورية والعراق منذ بدء عملياته.

البيان يشير إلى أنه ” تم شن 34502 غارة بين آب عام 2014 ونهاية نيسان العام الحالي” كاشفا عن وجود 111 تقريرا حول وجود ضحايا مدنيين يتم النظر فيها وهي أرقام تجافي الحقيقة وواقع المدن والبلدات المدمرة نتيجة استهدافها من قبل طيران التحالف بآلاف الصواريخ ومئات أطنان المتفجرات والتي تبين هول وفظاعة الجرائم التي ارتكبها ضد الإنسانية.

وبحسب العديد من المنظمات المستقلة فإن البيانات المتكررة التي يصدرها ويحاول تسويقها “تحالف واشنطن” حول عدد الضحايا المدنيين لغاراته في سورية والعراق بعيدة عن الواقع وتعتمد التشويه المتعمد من قبل قيادة التحالف المزعوم ولا سيما أنه يستخدم أكثر أنواع الأسلحة فتكا حيث أقر في حزيران من عام 2017 باستخدامه قنابل الفوسفور الأبيض المحرمة دوليا خلال غاراته على الأطراف الغربية لمدينة الرقة والمنطقة الفاصلة بين حيي المشلب والصناعة إضافة إلى حي السباهي قبل أن يحول المدينة لاحقا إلى أثر بعد عين.

ومنذ إنشائه خارج مجلس الأمن الدولي أثبتت جرائم ومجازر “تحالف واشنطن” والدمار الكبير الذي أحدثه بالبنى التحتية والمرافق الحيوية على امتداد منطقة الجزيرة وتهجيره عشرات آلاف المواطنين زيف ادعاءات الولايات المتحدة بمحاربة الإرهاب ومدينة الرقة المدمرة صورة صارخة عن تلك الجرائم البشعة التي ارتكبتها واشنطن والتي لم تضع في موازينها المتعددة ومكاييلها المزدوجة أي ثقل لحياة المدنيين في الدول التي تفتعل الحروب والصراعات فيها بما يخدم سياستها العدوانية.

ادعاء الولايات المتحدة ومن لف لفيفها من دول التحالف محاربة الإرهاب لا ينطلي على السوريين فالغربال لا يحجب أشعة الشمس والعلاقة بينها وبين تنظيم “داعش” الإرهابي واضحة وهذا ما كشفته مصادر إعلامية ومحلية خلال السنوات السابقة من عمر الحرب الإرهابية على سورية حيث أخلت مروحيات “التحالف الأمريكي” العشرات من متزعمي “داعش” من جبهات القتال في الرقة والطبقة والمنصورة ودير الزور ونقلتهم إلى ريف الحسكة الجنوبي وغيرها من المناطق التي تنتشر فيها ميليشيات ومجموعات إرهابية تدعمها واشنطن ناهيك عن الدعم اللامحدود بالأسلحة والآليات والمعلومات الاستخبارية وأجهزة الاتصالات الفضائية وغيرها إضافة إلى استهداف التحالف أكثر من مرة مواقع الجيش العربي السوري دعما للإرهاب.

وفي اعتداءات فظيعة على الحياة الإنسانية توثق الدلائل والوقائع والشهود والصور الحية قصف طائرات “التحالف الأمريكي” منذ إنشائه بقنابل الفوسفور الأبيض والعنقودية المحرمة دوليا بلدة هجين وقرى وبلدات في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي وبلدة الصور في الريف الشمالي الشرقي ومنطقة مزارع الباغوز عند الحدود السورية العراقية شرق مدينة البوكمال ومناطق سكنية في محافظة الحسكة ما تسبب باستشهاد وجرح آلاف المدنيين ووقوع أضرار مادية بمنازلهم وممتلكاتهم إضافة إلى تدمير الجسور على ضفتي نهر الفرات وإلحاق أضرار كبيرة بالبنى التحتية والمرافق الحيوية.

واليوم بعد أن حطم الجيش العربي السوري حلم دولة الخلافة المزعومة التي أرادها تنظيم “داعش” الإرهابي وداعموه صخرة تجثم على صدور السوريين ومستقبلهم تحاول واشنطن التي تحتل منطقة التنف بث الرمق عبثا في بعض فلول التنظيم الهائمة في البادية السورية وتحميها وتقدم لها الدعم اللوجستي إضافة إلى مجموعات إرهابية تحاصر الأهالي في مخيم الركبان وتتناسى أن التاريخ يعج بحقيقة مفادها أن “الاحتلال زائل” فبواسل الجيش العربي السوري يتابعون مهامهم الوطنية حتى تطهير تراب الوطن من رجس الإرهاب وداعميه.