سوريا قوة العرب.. والجولان ارضها

لقد أثبت التاريخ ان سوريا مهد الحضارات ولها مركز ثقل للتوازن في منطقة الشرق الاوسط، واحدى اهم الدول فيها، ولعبت دورا اساسيا في التاريخ وتطور الحضارات الانسانية، فكانت معبرا عظيما للتجارة بين البحر الابيض المتوسط والشرق، وصدرت الابجدية للغرب، ومنها انطلقت الاديان من عبادة الآلهة الى الديانات التوحيدية. لقد تحملت سوريا اعباء كثيرة وتحملت حروبا جسيمة ويشهد لها التاريخ لوقوفها مع الاشقاء العرب ضد العثمانيين.. وفي عام 1967 عندما اجتاحت اسرائيل الاراضي السورية واحتلت الجولان وجاء نتيجة خداع اميركي بالاعلان انه لا حرب وشيكة وبعد احتلال الجولان عام 1967، وبعد مرور 14 عاما على الاحتلال صدر قرار من مجلس الامن عام 1981 رقم 497 وبتصويت كامل الاعضاء، ومن ضمنهم الولايات المتحدة، يدعو اسرائيل الى الغاء ضم الجولان بحكم الامر الواقع، وحاولت اسرائيل اقناع الولايات المتحدة عبر رؤساء عديدين لغاية ما نجحت، وقام الرئيس الاميركي ترامب بالتوقيع والاعتراف باسرائيلية الجولان، ضاربا عرض الحائط بكل القوانين والقرارات المتعلقة بالشأن السوري، كأنه يمنح اراضي ليست ملكه، مغتصبة، واسرائيل تعلل وتخدع دائما بان استيلاءها على الجولان جاء نتيجة الاعتداء على اسرائيل من أراضي الهضبة. بعد التوقيع سمعنا رفضا قاطعا بعدم شرعية هذا الاعتراف من الاتحاد الاوروبي وكندا والامم المتحدة وباقي الدول الصديقة والحليفة. ان الجولان ستبقى عربية سورية، وبالرغم من الحرب الطاحنة التي تمر بها سوريا فهي تتلقى الطعنات، ولكنها باذن الله ستصمد وستكون اليد الحديدية للقوة العربية.

فخري هاشم السيد رجب القبس الكويتية