تطوير جهاز “العودة إلى المستقبل” للتنبؤ بالأحداث المستقبلية

طور العلماء جهاز “العودة إلى المستقبل” الذي يمكنه التنبؤ بالوقائع البديلة والأحداث المستقبلية المحتملة، من خلال إنشاء كمبيوتر كمي يمكنه إنشاء احتمالات مختلفة للمستقبل.

ويعمل الجهاز في نطاق دون ذري، ويمكنه “توليد أو إنتاج” مجموعة واسعة من الأحداث المستقبلية المحتمل وقوعها في لحظة ما، عند اتخاذ قرار ما، ويستعرضها للشخص، كما لو كان يبحث في سلسلة من الكرات البلورية المختلفة، معتمدا على محاكاة 16 جدولا زمنيا للفوتونات أو “الحزم الضوئية” في مواقع مختلفة.

وبالنسبة للعلماء، فإن هذا الإنجاز يعد دليلا عمليا على غرابة ميكانيكا الكم، وهي مجموعة القواعد التي تحكم العالم دون الذري.

وأوضح الباحثون أن الكمبيوتر يقدم مجموعة من الاحتمالات التي قد تحدث، ولكن لا يعني أن هذه الأحداث ذاتها ثابتة أو غير قابلة للتغيير، فهي مجرد احتمالات ممكنة الحدوث.

وقال الدكتور مايل غو، أحد العلماء من جامعة نانيانغ التقنية (NTU) في سنغافورة: “عندما نفكر في المستقبل، فإننا نواجه مجموعة واسعة من الاحتمالات، تتطور بشكل كبير مع تقدمنا في المستقبل”.

وأوضح غو: “على سبيل المثال، حتى لو كان لدينا احتمالان فقط للاختيار من بينهما كل دقيقة، في أقل من نصف ساعة هناك 14 مليون مستقبل ممكن، وفي أقل من يوم يتجاوز العدد عدد الذرات في الكون”.

وأدركت مجموعة البحث أنه، على نطاق أوسع بكثير، يمكن للكمبيوتر الكمي فحص جميع الأحداث المستقبلية المحتملة لعملية اتخاذ القرار، ويقوم بذلك عن طريق وضعهم في “التراكب الكمي”، وهو نوع الفراغ الذي تحدث فيه حالات محتملة مختلفة في وقت واحد.

كيف يمكن للدماغ البشري التنبؤ بالمستقبل؟

وأدى الجهاز الجديد إلى فرضية “العديد من العوالم”، وهي فكرة تتمثل في وجود أكوان لا تعد ولا تحصى، تتعايش بالتوازي مع مصير مختلف.

وقال الباحث البارز فرزاد غفاري، طالب الدكتوراه في جامعة غريفيث في أستراليا: “تتعلم العديد من خوارزميات الذكاء الصناعي حاليا، من خلال معرفة كيف يمكن للتغييرات الصغيرة في سلوكها أن تؤدي إلى نتائج مستقبلية مختلفة، لذلك قد تمكن تقنيات الذكاء الصناعي المحسن، الجهاز الكمي من معرفة تأثير أفعاله بشكل أكثر فعالية بكثير”.

واستوحى العلماء فكرة هذه الدراسة من الفيزيائي النظري ريتشارد فاينمان، الحائز جائزة نوبل، حيث كان أول من أدرك أنه عندما ينتقل جسيم من النقطة (أ) إلى النقطة (ب) ليس بالضرورة أن يختار مسارا واحدا، بل يتبع في الوقت نفسه جميع المسارات الممكنة التي تربط النقطتين ببعضهما البعض.

وقال العلماء إنه على الرغم من أن جهاز النموذج الأولي يحاكي ما لا يزيد عن 16 من الأحداث الآجلة، فإن الخوارزمية الكمومية الأساسية يمكنها، من حيث المبدأ، التنبؤ بأحداث مستقبلية “بحجم لا محدود”.

 

ديلي ميل